وجد "الخط العربي" وجهته السياحية في المدينة الساحلية جدة، ليس كمعلومة تاريخية، ولكن كلوحة إنسانية اختلطت بالتشكيل السياحي للعروس في صيفها الحالي، وتحديداً في "صيف أرامكو" بجدة. في أحد الأجنحة كان معلم الخط العربي الشهير بالحرم المكي إبراهيم العرافي متوسطاً طاولة صغيرة، وحوله مجموعة طاولات اكتظت بالمشاركين، إلا أن الطغيان كان لصالح نسوة جدة اللاتي قررن مزج استثمارهن للسياحة بشكل مختلف عبر تعلم فنون الخط العربي إما للتحسين أو لتطوير القدرات في تعلم كل ما هو جديد في هذا الفن الأصيل. في محيط جناح لا يتجاوز طوله 7× 3 أمتار بإحدى الخيام التي جهزها نادي أرامكو الثقافي لتطوير القدرات الذاتية في العموم، كان الخطاطان العرافي وسعود خان، وهما من مشاهير علم الخط في المملكة، يقومان بورش عمل يومية لتعليم فنون الخط العربي. وحظيت ورشة الخط ب"كاريزما" الورش التدريبية في معرض أرامكو الصيفي بحضور يومي تجاوز المائة مشارك ومشاركة، وبإجمالي عام وصل إلى ألف مشارك خلال عشرة أيام فقط مقسمين على فترتين حيث تبدأ الورشة يومياً من الساعة السادسة مساءً وحتى الحادية عشرة والنصف ما قبل منتصف الليل. النساء كن الأكثر بروزاً وارتياداً للورشة بحسب تعليق الخطاط العرافي ل"الوطن"، وبينما كان الحديث مستمرا مع الخطاطين كانت الأوراق التعليمية من قبل المشاركين في العموم تتقاطر عليهما ليرى كل منهما مدى "الجودة أو المستوى" الذي ارتقى له المشاركون، وكانت الجائزة الفورية بمثابة التشجيع الذاتي هي قطع من "بسكويت الشوكولاته". ثلاثة خطوط رئيسية اعتمدها البرنامج أولها "خط النسخ" وهو أحد أوضح الخطوط العربية، يشيع استخدامه، ويجمع بين الرصانة والبساطة، أما الثاني فهو "خط الرقعة"، والثالث "الخط السلطاني أو الديواني" ويعتبر أحد أجمل الخطوط العربية حيث يتميز بالحيوية والطواعية، وعُرف هذا الخط بصفة رسمية بعد فتح السلطان العثماني محمد الفاتح القسطنطينية عام 857 ه. ويشير العرافي إلى أن "خط الرقعة" كان الأول في ترتيب إقبال المشاركين يليه خط النسخ، ومن ثم الديواني. أما المنهجية التي يتم تدارسها في ورشة تعلم الخط العربي فهي من كتاب "مشق .. ميزان فن الخط العربي". وعن الخلفيات التي ينتمي إليها المتدربون فهي فسيفساء عامة بين طالبات وطلاب في مدارس التعليم العام، وجامعيات، وطبيبات، ومعلمات تربية فنية، وربات منازل. ثم يعطي العرافي أيضاً توصيفا منهجيا آخر لتعلم فن الخط، فكانت البداية من خط "الرقعة" الذي يمثل العتبة الأولى للدخول لهذا العالم، وهو يساعد أصحاب الأهداف قصيرة المدى لتحسين الخط، وحتى الأهداف الكبيرة في تعلم فن الخط، ويعتبر خط الرقعة هو المدخل الآخر لتعلم الخط الديواني. حينما تمر بجانب طاولات الورشة فهناك معادلة تعلمها الجميع لمن أراد تحسين أو تعلم الخط حفظوها عن "ظهر قلب" هي "الموهبة، والوقت، والأدوات، والأستاذ، والمنافس". يقول سعود خان إن نسبة الجودة لتقييم المتدربين في البرنامج تتباين ما بين 80 و90 %، وهو ما يمثل رقماً مرتفعاً، أرجعه خان إلى توفير "المنهجية المناسبة" في التعلم.