توعد رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان، سورية أمس بالرد على أي انتهاك جديد لحدودها، وذلك بعد حادث إسقاط الدفاعات السورية لطائرة حربية تركية الجمعة الماضي، الذي أدانه حلف شمال الأطلسي واعتبره "غير مقبول"، لكنه لا يمثل تهديدا يستدعي التدخل العسكري. وقال إردوغان أمام البرلمان التركي إن بلاده سترد "في الوقت المناسب" وب"حزم" على إسقاط طائرتها، مبينا "هذا الحدث يظهر أن نظام الأسد أصبح يشكل تهديدا واضحا وقريبا لأمن تركيا وكذلك لشعبه. وأي عنصر عسكري قادم من سورية ويشكل تهديدا أو خطرا أمنيا على الحدود التركية سيعتبر هدفا عسكريا". وشدد على أن بلاده ستواصل دعم الشعب السوري حتى سقوط نظام "الدكتاتور الدموي وزمرته" الحاكمين في دمشق. وفي بروكسل، وصف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوج راسموسن في اجتماع لأعضاء الحلف، إسقاط الطائرة التركية بأنه "عمل غير مقبول، وأن الحلف يعلن دعمه القوي وتضامنه مع تركيا". وكانت تركيا طلبت عقد اجتماع للحلف للتشاور بموجب المادة الرابعة، بدلا من طلب المساعدة العسكرية بموجب المادة الخامسة للدفاع المشترك، ما يشير إلى أن أنقرة تأمل أيضا في الإحجام عن إذكاء الصراع. في المقابل، قالت روسيا الثلاثاء إن إسقاط الطائرة التركية يجب أنا لا ينظر إليه على أنه عمل استفزازي أو مقصود. وقالت وزارة الخارجية "نعتقد أنه من المهم أن لا يتم النظر إلى الحادث على أنه عمل استفزازي أو مقصود، وأن لا يقود إلى زعزعة الوضع". تزامن ذلك مع أنباء ترددت حول عقد مؤتمر حول سورية في 30 يونيو الحالي بجنيف، وافقت روسيا على حضوره، وهو ما أكده مبعوثها للأمم المتحدة فيتالي تشوركين. إلى ذلك، أعلنت الأممالمتحدة استمرار تعليق عمل بعثتها في سورية بسبب تصاعد العنف. وقال رئيس عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة هيرفيه لادسو في اجتماع لمجلس الأمن أمس إن المدنيين في سورية "يتعرضون لخطر متزايد" وإن "الظروف ليست مناسبة لاستئناف عمليات" المراقبة. وعلى صعيد الضغوط الدولية، أعلن الاتحاد الأوروبي تشديد العقوبات على سورية أمس، وفَرض قيودا على بنك سوري وشركة نفط ومتحدثة باسم الحكومة. من جهة أخرى، دارت اشتباكات عنيفة أمس في ضواحي دمشق حول مقرات الحرس الجمهوري المكلف بحماية دمشق وريفها، فيما قتل 28 شخصا في أنحاء مختلفة من المدن السورية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد إن "اشتباكات عنيفة تدور في قدسيا والهامة ودمر في ريف دمشق حول مراكز الحرس الجمهوري ومنازل ضباط الحرس وعوائلهم، على بعد نحو ثمانية كيلومترات من ساحة الأمويين في وسط العاصمة السورية". وينتشر الأمن بكثافة في دمشق، لا سيما في الشوارع والأحياء التي توجد فيها مراكز أمنية ومبان حكومية، والمنطقة المحيطة بالقصر الجمهوري. وشهدت ضواحي دمشق وبعض أحيائها خلال الفترة الأخيرة تصعيدا في الاشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات منشقة ومعارضة، إلا أن معارك أمس هي الأعنف، بحسب مدير المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له. وقال عبدالرحمن إن "هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها القوات النظامية المدفعية في مناطق قريبة إلى هذا الحد من قلب العاصمة ما يدل على عنف الاشتباكات". ولفت إلى أن "هذه الاشتباكات هي الأعنف وتختلف عما كان عليه الأمر في كفر سوسة والمزة (خلال الأسابيع الماضية)، بسبب استخدام القصف من القوات الحكومية على مسافات قريبة في ضواحي دمشق". وأوضح أن "اشتباكات عنيفة تدور في محيط بلدة الهامة (في الريف القريب)، بالإضافة إلى إطلاق نار كثيف في قدسيا"، مشيرا إلى سقوط قتيل في قدسيا. وقال إنه "تم تفجير دبابة للقوات النظامية عند مدخل قدسيا". وأكد مدير المرصد أن "وصول الاشتباكات إلى دمر يعني أنها اقتربت من قلب العاصمة دمشق". الطيار المنشق: طائرة مرافقي أسقطت أكد الطيار السوري المنشق العقيد حسن مرعي الحمادة على صفحته في الفيس بوك أمس أنه كان مكلفاً وبرفقته خمسة طيارين لقصف أهداف مدنيّة في درعا، مشيرا إلى أنه رفض قصف هذه الأهداف، وفضل الانشقاق والفرار بطائرته. وأوضح أن هناك طياراً آخر كان منشقاً معه لكن المضادات السورية أسقطت طائرته حال معرفتها بالخبر. إلى ذلك، أكد مصدر حكومي أردني أن عائلة الطيار السوري المنشق الذي هبط بطائرة حربية سورية في قاعدة عسكرية شمال الأردن الخميس الماضي طالبا اللجوء السياسي، سبقته بدخول أراضي المملكة قبل أيام. القريات: منى العبدلي