في قصة تأويل يوسف -عليه السلام- لرؤيا ملك مصر حكمة تتوارثها الأجيال. (وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ * قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ﴾. ثم سأله الذي نجا (يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ). فأجابه يوسف عليه السلام: (قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ، ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تُحْصِنُونَ، ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ). ومنطلقاً من روح هذه الآيات الكريمة فإننا بحاجة إلى دراسة هذه القصة، والاستفادة منها في سنابل النفط الذي يشكل المصدر الرئيسي للدخل والميزانية، بحيث نزرعها بصناعات رديفة لتنبت لنا الدخل البديل، وندخر الفوائض في سنابلها لتسد حاجتنا في مدة تساوي مدة الوفرة والزراعة والتخزين حين السنوات الشداد العجاف، التي هي بفضل الله أقل من السنوات السمان. وأتذكر هنا المقولة الخالدة للمخلص الناجح والأمين النزيه غازي القصيبي -طيب الله ثراه- حين قال (لو كل ريال من أموال الدولة يصرف في محله لكانت أعمدة الإنارة من ذهب).