كررت منظمة الصحة العالمية الجمعة القول بأن فيروس COVID-19 من أصل طبيعي بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه شاهد أدلة على أنه صُنع في مختبر صيني. ويعتقد العلماء أن الفيروس القاتل انتقل من حيوان إلى البشر، عندما ظهر في الصين أواخر العام الماضي، وربما من سوق في ووهان يبيع الحيوانات البرية الغريبة. وقال ترامب الخميس إنه رأى دليلاً على أن معهد ووهان لعلم الفيروسات كان في الواقع مصدر تفشي المرض، على الرغم من رفضه إعطاء تفاصيل. وردا على سؤال حول ما ادعاه ترامب، خلال مؤتمر صحافي افتراضي، شدد مسؤول الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايكل راين على أن منظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة "استمعت مرارا وتكرارا إلى العديد من العلماء الذين نظروا في تسلسل جينوم" الفيروس. وقال "نحن متأكدون من أن هذا الفيروس طبيعي المنشأ"، مكررا الموقف الذي عبرت عنه المنظمة سابقا. وقالت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق الجمعة إنها تريد أن تُدعى للمشاركة في التحقيقات الصينية في الأصل الحيواني للوباء الذي أودى في غضون أشهر بحياة أكثر من 230 ألف شخص حول العالم. وقال راين "المهم هو أن نثبت من هو المضيف الطبيعي لهذا الفيروس"، مشددا على ضرورة فهم "كيف تم اختراق حاجز الأنواع بين الحيوان والبشر". وقال "والغرض من فهم ذلك هو أنه يمكننا وضع تدابير الوقاية والصحة العامة اللازمة لمنع حدوث ذلك مرة أخرى في أي مكان". في غضون ذلك، واصل مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الجمعة رده على الانتقادات التي وجهها ترامب على وجه الخصوص لمنظمته، قبل أن يعلق التمويل الذي كانت تحصل عليه من واشنطن بعد اتهامها بالتقليل من خطورة تفشي المرض وبتملق الصين. المنظمة لم تضع الوقت قال تيدروس إن منظمة الصحة العالمية وجهت إنذاراً على أعلى درجة بإعلانها أن تفشي COVID-19 يشكل "حالة طارئة للصحة العامة تثير قلقا دوليا" في يناير، عندما لم تكن قد سجلت وفيات وإنما 82 إصابة فقط خارج الصين. وقال في مؤتمر صحافي الجمعة "لم نضِع أي وقت. كان لدى العالم الوقت الكافي للتدخل". وجاء تعقيبه بعد أن اجتمعت لجنة الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة العالمية للمرة الأولى منذ إصدار إعلانها قبل ثلاثة أشهر. وقال تيدروس بعد تلقيه توصيات اللجنة المكونة من 19 خبيرا مستقلا "بالطبع يبقى الوباء حالة طوارئ للصحة العامة تثير قلقا دوليا". مع الحفاظ على مستوى الإنذار العالمي، قدم الخبراء مجموعة من التوصيات العامة حول الكيفية التي ينبغي بها لمنظمة الصحة العالمية والبلدان تعديل استجابتها للوباء. ودعت اللجنة، من بين أمور أخرى، إلى تعاون واسع النطاق "لتحديد المصدر الحيواني للفيروس والطريق الذي دخل عبره إلى البشر". كما دعت منظمة الصحة العالمية إلى "تحديث التوصيات بشأن إجراءات السفر المناسبة" المرتبطة بالجائحة، وإلى أن يؤخذ في الاعتبار "التوازن بين الفوائد والعواقب غير المقصودة" لتلك التدابير، مثل صعوبات نقل المساعدات الإنسانية عندما يتم إيقاف هذا العدد الكبير من الرحلات الجوية.