واصل ملتقى نادي تبوك الأدبي جلساته أمس متناولاً المحور الثاني "مفهوم الخطاب الثقافي ومكوناته" وقد بدأت الجلسة بورقة عمل تقدم بها الدكتور محمد الربيع حيث تطرق إلى ثقافة الخطاب ومحاولة استغلال الخطابية والبلاغة المخادعة بتحرير خطابه وتدمير الخطابات الأخرى, تلا ذلك ورقة عمل قدمها الدكتور ظافر الشهري بعنوان "الخطاب السعودي وإشكاليات المصطلح" تناول فيها تعدد الخطابات الذهنية السعودية، مقترحاً تحديد هوية واحدة للخطاب السعودي تمثل هذه السياقات في خطاب متكامل بغية تجلية هذا المصطلح وتحديد أهمية وقيمة كل من هذه الخطابات. وأعقبه الدكتور مرزوق بن تنباك بورقة بعنوان "رؤية إبراهيم البليهي وخطابه النقدي". وبدورها قدمت عضو مجلس الإدارة بنادي حائل الأدبي عائشة صالح الشمري ورقة بعنوان "تغريب الخطاب الثقافي في الإعلام العربي.. توصيف تجليات تغريب خطابنا الثقافي الإعلامي". وتناولت الجلسة الثانية بعد ظهر أمس المحور الثالث للملتقى "العنف في الخطاب الفكري وتداعياته" حيث بدأ الدكتور أحمد عويدي العبادي من الأردن بحثه بعنوان "العنف في الخطاب الفكري وتداعياته" مبيناً أن العنف الذي يدور في العالم وتنقله وسائل الإعلام مباشرة ساهم في تنمية نوازع الشر والتطرف لدى المشاهدين والسامعين والقارئين والأجيال الجديدة وبخاصة الشابة منها فضلا عن تجاوب صغار السن والمراهقين عمرا وفكرا وسياسة، وتلاه بحث تقدم به الدكتور محمد آل دحيم بعنوان "العنف في الخطاب الفكري"، ثم عرضت الدكتورة ميساء خواجا ورقتها المعنونة ب"أنماط الخطاب الثقافي الوحدة والتعدد"، ثم بدأت المداخلات مع الدكتور محمد آل زلفة بقوله "نحن أمة لا نستفيد من قراءة التاريخ"، بينما تساءل الدكتور يوسف العارف: لماذا الرجل هو المحور في تحريك قضية المرأة؟ ولماذا المرأة لا تتحرك نحو قضيتها؟. وكان أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز قد افتتح الملتقى أول من أمس بحضور وزير الثقافة والإعلام عبدالعزيز خوجة، تحت عنوان "تحديات الخطاب الثقافي العربي"، والذي ينظمه النادي في جمعية برنامج الأمير فهد بن سلطان الاجتماعي. وأكد الأمير فهد أن إقامة مثل هذه اللقاءات تعكس واقع اهتمام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، لأن الثقافة جزء أساسي لتكوين المجتمع الناجح، مشيراً إلى أن التفاعل الثقافي والأدبي على امتداد هذا الوطن أصبح ظاهرة دائمة نعتز بها، خلقت حراكاً ثقافياً واسعاً يشار له بالبنان في الوقت الحالي. وتحدث الأمير فهد بن سلطان عن الكتاب وأهميته مبدياً خشيته من اندثار الرغبة لدى القارئ في اقتناء الكتب في ظل توفر الإنترنت كوسيلة قد لا تفي بالغرض المنشود. مشيداً بتبوك كمهد للحضارات القديمة وما تبعها من حضارات بعد البعث، مؤكدا أن هذه المنطقة ما زالت تحتاج للكثير من البحوث لفك أسرار هذه الحضارات التي تعاقبت عليها. وفي كلمته أكد وزير الثقافة والإعلام أنه "ليس من مجد تبلغه الأمم والدول والشعوب يفوق مجد الثقافة والفنون والآداب، ولطالما احتفلت الأمم بتراثها الأدبي والفكري وتاهت به بين الأمم وما ذلك إلا لشرف الموقع الذي تحتله الثقافة في معراج الحضارة والتقدم". وأضاف أن المتأمل لخطاب النهضة العربية الحديثة منذ ما يزيد على قرنين من الزمان يلفت انتباهه أن سؤال النهضة الذي انبثق في تلك الآونة كان سؤالاً ثقافياً فكانت لحظة التقاء العرب بالغرب لحظة عسكرية وثقافية في وقت واحد وظهر في أول الأسئلة سؤال النهضة وسؤال التراث والمعاصرة وسؤال التراث والحداثة وسؤال التجديد في الخطاب الديني، موضحاً أن تلك الأسئلة ظهرت منذ تلك اللحظة الممعنة في البعد والقرب، في البعد لأنه مضى عليها ما يزيد على قرنين، وفي القرب لأننا مازلنا حتى وقتنا الحالي نسأل الأسئلة نفسها، وكأن زمن الثقافة العربية ثابت لا يتحرك.