يعتبر مركز الأمير نايف لأبحاث العلوم الصحية في وادي الرياض للتقنية بجامعة الملك سعود، مركزاً متكاملا للبحث العلمي في العلوم الصحية، يهدف إلى تعزيز الريادة في مجالات أبحاث العلوم الصحية، وتطوير برامج الدراسات العليا بما يعزز مكانة المملكة في ذلك، عن طريق توفير جميع عناصر البنية التحتية اللازمة لإجراء الأبحاث المتقدمة في العلوم الصحية الأساسية والإكلينيكية وإعداد الكوادر البشرية الملائمة. كما يهدف إلى نقل وتوطين تقنيات الأبحاث الصحية المتقدمة في المملكة، وتشجيع المبدعين على البحث والابتكار والاختراع لاستكمال منظومة البحث العلمي لتحقيق التميز في مجال البحث والتطوير واقتصاديات المعرفة. وتمكن المركز خلال فترة وجيزة من تحقيق إنجازات بحثية نوعية واكتشافات طبية تم نشرها في مجلات علمية مرموقة، كما تم تحقيق شراكة بحثية مع كبرى المراكز البحثية المتخصصة عن طريق اتفاقات ومختبرات بحثية (ستالايت لاب) في جامعات عالمية في أميركا الشمالية وأوروبا، مثل مستشفى نيكير للأطفال في باريس وكلية الطب في هارفارد الأميركية وجامعة روكيفيللر في أميركا وجامعة ميجل وتورنتو في كندا. وأكد الأمير نايف بن عبد العزيز في كلمة ألقاها بعد وضعه حجر الأساس لمركز الأمير نايف لأبحاث العلوم الصحية في وادي الرياض للتقنية بجامعة الملك سعود فبراير 2011، أن جامعة الملك سعود حققت مكانة متميزة بين جامعات العالم، من حيث البحوث الإبداعية وبراءات الاختراع والمبادرات التي تخدم المجتمع وتدعم توجه الدولة في تطوير اقتصادات المعرفة، وتحفيز الشباب السعودي على تحقيق العديد من الإنجازات الإبداعية في مجال العلم والمعرفة، لتسهم في بناء اقتصاد المعرفة، وتؤكد أن الشباب السعودي قادر على تحقيق إنجازات نوعية تخدم الاقتصاد الوطني، بما يضمن استقرار ورخاء الأجيال القادمة، ويضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة. ولفت الأمير نايف إلى أن المركز يهدف إلى توفير عناصر البنية التحتية لإجراء الأبحاث المتقدمة للعلوم الصحية، بما يسهم في تحقيق التميز في مجال البحث والتطوير وتشجيع المبدعين على ولوج ميادين البحث والإبداع. وقال إن تقدم الأمم والشعوب والحضارات أساسه العلم والمعرفة، وقد خطت هذه الجامعة ومثيلاتها من الجامعات السعودية خطوات موفقة في هذا المجال، في ظل النهضة التعليمية الشاملة التي تعيشها المملكة بقيادة ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وقال سموه: بفضل الله ثم بجهود المخلصين باتت هذه الجامعة تخرج كفاءات وخبرات تسهم في تلبية احتياجات سوق العمل السعودي من التخصصات العلمية المتعددة، إضافة إلى دورها المهم في تقديم الخدمات الطبية والعلاجية للمواطنين والمقيمين من خلال المستشفيات الجامعية التي حققت تقدماً بارزاً على المستوى الوطني والعالمي. من جانبه، قال مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبد الله العثمان إن الجامعة سجلت 145 براءة اختراع، تمثل 52% من نسبة براءات الاختراع المسجلة في مكتب براءات الاختراع الأميركي، مشيرا إلى إطلاق الجامعة أربع شركات ناشئة، والعمل على تأسيس سبع شركات أخرى خلال العام الجاري. من جهته، أشار مدير مركز الأمير نايف لأبحاث العلوم الصحية الدكتور صالح المحسن إلى أن المركز يعد منارة بحثية نوعية في القطاع الصحي بكلياته الست ( كلية الطب وطب الأسنان والصيدلة والعلوم الطبية والتمريض والخدمات الطبية الطارئة)، وقد تم تصميم المشروع لدى كبرى الشركات الهندسية المتخصصة بحيث يتوافق مع المتطلبات الحديثة لمراكز الأبحاث العالمية. ويتكون المبني من خمسة أدوار بمجموع مسطحات تبلغ 28500 متر مربع منها دوران قبو مساحة كل دور 7000 متر مربع تقريباً، تم تخصيص دور القبو الثاني كمواقف سيارات، ودور القبو الأول مستودعات مركزية، فيما تبلغ مساحة الأدوار العليا 3600 متر مربع لكل دور، عبارة عن معامل متخصصة لأبحاث العلوم الصحية، ويأتي المبني على أرض مساحتها 12000 متر مربع كمرحلة أولى للمشروع، فيما يبلغ ارتفاع كل دور 5 أمتار بحيث يكون الارتفاع الكلي للمبني فوق الأرض 30 مترا. ويشار إلى أن جامعة الملك سعود أسست وادي الرياض للتقنية "مدينة بحثية" على مساحة تتجاوز مليون وسبعمائة ألف متر مربع، وأن إجمالي مشاريع وادي الرياض تجاوزت 4 ملايين ريال، وتغطي مجالات أساسية هي: البتروكيماويات والتقنيات الحيوية، والبيئة والزراعة، والاتصالات والمعلومات، وهذه المجالات تعطي الوادي الفرصة المتميزة للمنافسة والتميز، وتسهم كنواة في إطلاق اقتصاد سعودي مبني على الصناعات المعرفية لتنمية نسبة الصادرات المصنعة ذات العائد الأعلى. وتم تحديد هذه المجالات بناء على دراسات مسحية قام بها الوادي من خلال مكاتب استشارية عالمية إذ تتميز الصناعات في تلك المجالات بضخامة حجم الطلب والإنتاج العالمي وتناميها السريع والتي بدورها تسهم إيجابياً في إنتاجية وفعالية القطاعات الأخرى المكونة للاقتصاد الوطني. كما يعتبر وادي الرياض للتقنية من المشاريع الإستراتيجية التطويرية ويهدف الي استقطاب شركات محلية وعالمية للاستثمار في شركات تقوم على العلوم والتقنية، وتفعيل البحث العلمي داخل الجامعة، وتوظيف كفاءاتها في تنمية الشركات ذات الأساس العلمي من خلال آليات الحضانة ، وتوفير مساحات وتجهيزات عالية الجودة، تسهم في توليد التقنية واكتسابها ونقلها إلى المؤسسات المستثمرة داخل الوادي، مما يساعد على إرساء اقتصاد المعرفة وتوطين التقنية.