فيما كشف المدير العام للتعليم في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أندرياس شلايشر، أن التباين الملحوظ في مستوى المدارس في المملكة أدى إلى ضعف نتيجة مخرجات الطلاب، خصوصا في نتائج اختبار «بيزا»، أكد أن البيئة الدراسية عدائية نوعا ما في المملكة بسبب التنمر، كما في دول أخرى في منطقة الشرق الأوسط. تنقلات خلال افتتاح رئيس هيئة تقويم التعليم والتدريب حسام عبدالوهاب زمان، أمس، حلقة نقاش نتائج مشاركة المملكة في بيزا 2018، أوضح شلايشر أن فرق التحصيل بين البنين والبنات في المملكة يعتبر من الأعلى في العالم، مشيرا إلى أنه في المملكة 20% فقط من التباين في تحصيل الطلاب بسبب المدارس، بينما 80% من تباين التحصيل يقع بين الطلاب داخل المدارس، وهذا يجعل التحصيل أكثر صعوبة. وطالب شلايشر بضرورة نقل المعلمين المتميزين لتدريس الطلاب في المناطق الفقيرة كون حظوظهم في تلقي تعليم جيد ضعيفة، مبينا أن 9 % من الطلاب في الدول الصناعية يفرقون بين الحقيقة والرأي، فيما أن نسبة الطلاب السعوديين الذين يميزون الفرق بلغت نسبتهم 0.1 %. تنمية المواهب وأكد شلايشر خلال المحاضرة أن تطوير وتنمية المواهب لدى الطلاب من الممكن أن تزيد الناتج القومي إلى 10 أضعاف، مشيرا إلى أن كثرة عدد الساعات الدراسية للطالب قد لا تكون مقياسا على جودة المخرجات التي سيكتسبها، حيث إن الإمارات تفرض على الطلاب ساعات دراسية أكثر من الساعات الدراسية التي يتلقاها طلاب الدول الصناعية، إلا أنها متأخرة في نتائج طلابها في الاختبارات الدولية، مضيفا «الوقت الذي يقضيه الطالب في المدرسة ليس معيارا لجودة التعليم، بل إن الجودة تكون في حجم الإنتاجية التي يحققها كل طالب داخل المدرسة». المتطلبات الحياتية أوضح المدير العام للتعليم في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أن الثورة الصناعية والثورة الرقمية سبقت المناهج التعليمية في المدارس، فيتخرج الطالب وهو بخبرات ومهارات قديمة لا يحتاجها سوق العمل، والتحدي يكمن في إدخال هذه المتطلبات الحياتية الجديدة في المناهج التعليمية لمواكبة تطورات العصر والمهارات الجديدة الأساسية. وأضاف «كلما سهل تدريس المعلومة أمكن أتمتتها وقلت أهمية تدريسها، والسباق مع التقنية من أصعب التحديات التي تواجه التعليم، حيث إن فجوة المهارات تتسع، كما أن المهارات الاجتماعية والعاطفية تكتسب مزيدا من الأهمية». ولفت إلى أن بيزا بدأت في عام 2000 عندما كانت القراءة من الكتب الورقية، وبالرغم من التقدم الكبير في تقنيات الاتصال إلا أن أداء الطلاب لم يتحسن.