أبدى أهالي فيفاء تخوفهم من الخروج من منازلهم بعد هطول الأمطار الغزيرة حيث تتحول الطرق والمزارع إلى صواعق كهربائية بسبب ملامسة عشرات الأشجار لخطوط الكهرباء الرئيسة "الضغط العالي"، حيث تصبح موصلة للكهرباء بعد ابتلال الغطاء النباتي إثر هطول الأمطار، مشكلة خطرا على المواطنين وخاصة الأطفال. وفي هذا الصدد، قال المواطن ضيف الله جابر الفيفي إنه يمنع عائلته وأطفاله من الخروج إلى فناء المنزل أو بجواره بعد هطول الأمطار لساعات حتى تجف النباتات والأرض من البلل كون المساحة المجاورة لمنزله تصبح موصلة للكهرباء بسبب الأشجار التي تلامس الضغط العالي، مضيفاً أنه يخشى من تقطيعها كون أسلاك الضغط تتخلل الأشجار مما قد يؤدي لتفاقم الوضع مع سقوطها الذي قد يتسبب في سقوط أحد الأسلاك وتلامسها مع بعضها . أما المواطن محمد يحي حسين الأبياتي فقال إنه أصبح منشغلا طوال وقته بالمارة والعابرين بجوار منزله، خاصة أن أسلاك الضغط تتخلل شجرة ضخمة وعملاقة معمرة تتحول إلى موصل كهرباء مع نزول المطر، مؤكداً أنه عاجز عن تسلقها وتشذيبها لتشابك أغصانها مع الضغط العالي الذي قد يودي بحياته. وقال المواطن علي يحي المغامري: أقف متحيرا في تلك المواقع السكنية البعيدة من الطرق العامة والتي تعاني من ذات المشكلة وكيفية وصول الجهات الخدمية إليها في حال أنها لم تف بالتزاماتها على الطريق العام من خلال درء مخاطر تلك الأشجار التي يصادف موسم نموها السريع في هذا الوقت من كل عام بسبب الأمطار المتواصلة وحرارة الشمس المرتفعة التي تجعلها تعانق السماء خلال أسابيع قليلة. وأكد المواطن موسى مصلح الأبياتي أن المشكلة لا تنحصرفي نطاق محدود فقط بل إنها في عشرات المواقع من جبال فيفا بعضها أصبحت في شكل معقد ومتداخل مع أسلاك الضغط العالي ومع الضباب والرطوبة المرتفعة أو هطول الأمطار تتحول إلى خطر قاتل قد يسيطر على مساحات كبيرة. من جهته، قال الناطق الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة جازان النقيب يحيى القحطاني إن الموضوع فعلا خطير غير أنه ليس للدفاع المدني أي علاقة بمثل هذه الأمور حيث إن مسؤولية ذلك من اختصاص البلدية المسؤولة عن التشجير وتنسيق الشوارع. إلى ذلك، أكد رئيس قسم وحدة الكهرباء بالمحافظة المهندس سليمان الثويعي أن هناك خطوطا خاصة بإنارة الشوارع من اختصاص البلدية وهي المسؤولة عنها. وقال إن ما يخصنا هو الأشجار العملاقة التي تصل إلى أسلاك الضغط، وقد تؤدي إلى خطر كبير حتى على إيصال التيار، فنحن فور الإبلاغ عنها نقوم بالعمل على إزالتها، والتي تتطلب منا فصل التيار عن بعض الأحياء خلال فترة إزالتها. كما أننا أوضحنا مرارا وتكرارا لبعض المواطنين ضرورة تشذيب الأشجار التي تقع ضمن أملاكهم الخاصة قبل أن تصل إلى أسلاك الكهرباء. أما ما يخص النباتات التي تقوم بالتسلق عن طريق الأعمدة فهي لا تشكل خطرا كونها تحترق مباشرة أثناء ملامستها التيار مما يجعلها غير موصلة له، ولا تشكل خطرا كما يعتقد البعض. من ناحيته، بين رئيس بلدية فيفاء المهندس مشهور الشماخي في تصريح ل"الوطن" أن البلدية لا علاقة لها بتلك الخطوط الكهربائية أو الأعمدة التي تقع في أملاك خاصة وما يدخل نطاق مهامها هو الأعمدة التي تقع ضمن مرافقها وتستفيد منها وتزيل كل ما قد يتسبب في ضررها. وقال: لكون فيفا تسيطر على مساحاتها المدرجات الزراعية، وبالتالي فإن معظم الأعمدة المتضررة التي تقع في هذه المدرجات لا تدخل ضمن مسؤولية البلدية. وفي ذات السياق، أهاب رئيس المركز عليوي بن قيض العنزي بالمواطنين إلى حصر تلك المواقع كل حسب الجهة التي يسكن فيها، وإبلاغ إمارة المحافظة عنها بشكل رسمي وعاجل. وستتم من خلالها مخاطبة الجهات ذات العلاقة للتعامل مع تلك الأشجار وإزالتها في أسرع وقت ممكن درءا للمخاطر الناتجة عنها.