تجددت الخلافات بين فريق مبعوث السلام للشرق الأوسط جورج ميتشيل ومستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط دينيس روس حول الموقف الذي ينبغي للرئيس باراك أوباما أن يتخذه إزاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماعهما معا في البيت الأبيض الأسبوع المقبل. ويأتي موقف روس في سياق جهد إسرائيلي مكثف ليس لتقديم إجابات على الأسئلة التي طرحها ميتشيل على نتنياهو الشهر الماضي ولم يحصل على إجابات عليها حتى الآن، ولكن لتغير طبيعة النظرة الأمريكية بأكملها إلى جهود إحلال السلام. وظهر هذا الجهد من خلال مسلسل من المقالات التي كتبها ساسة ومعلقون موالون لإسرائيل في أجهزة الإعلام الأمريكية مفادها أن قضية المستوطنات "ليست محور الصراع"، ويجب أن توضع خارج إطار التعامل الدبلوماسي الأمريكي مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وقالت تقارير أمريكية إن روس يرى أن من المهم استقبال نتنياهو بحفاوة ظاهرة وهو أمر يتفق معه فريق ميتشيل، إلا أن الخلاف يظهر مع رغبة ميتشيل إعطاء قضية انتهاء المدى الزمني الذي حدده نتنياهو لتجميد الاستيطان في سبتمبر المقبل أولوية على ما عداها، فيما يرى روس أن الضغط على نتنياهو لمد مهلة التجميد يمكن أن يؤدي إلى تداعي التحالف الحاكم في إسرائيل. ومن المتوقع أن يعقد أوباما ونتنياهو اجتماعا صباح الثلاثاء المقبل لمدة ساعتين، على أن يتناول الوفدان عشاء في البيت الأبيض في اليوم ذاته. وقالت تقارير أمريكية إن أوباما على الرغم من معارضة روس متمسك حول طلب مد تجميد الاستيطان، وأن واشنطن تبحث الآن السيناريوهات المحتملة إذا ما انفرط عقد التحالف الحاكم في إسرائيل. ويتوقع أن يضغط أوباما على نتنياهو للحصول على تصور واضح للسلام كما تراه الحكومة الإسرائيلية، وأن يبلغ رئيس الوزراء أن الانتقال إلى المفاوضات المباشرة مرهون بتقديم إجابات على أسئلة ميتشيل، بمدى تجميد الاستيطان إلى فترة أخرى بعد انتهاء المهلة في سبتمبر المقبل. من جهة أخرى، كشفت مصادر فلسطينية ل "الوطن" أن وزراء خارجية دول لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية سيقيمون على هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، سير محادثات التقارب الفلسطينية الإسرائيلية غير المباشرة وما إذا كان الوقت ملائما للانتقال إلى المحادثات المباشرة. كما أعلنت المصادر أن نتنياهو يسعى في لقائه مع أوباما لإبرام صفقة بموجبها تمدد الحكومة الإسرائيلية فترة التجميد المؤقت للاستيطان في الضفة الغربية مقابل موافقة الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الانتقال إلى المحادثات المباشرة. وسيوفد نتنياهو اثنين من كبار مستشاريه غدا إلى القاهرة لشرح الموقف الإسرائيلي قبيل توجهه إلى واشنطن الاثنين المقبل.