حصل شباب سعوديون على فرصهم الوظيفية من خلال الدخول في الأعمال المهنية بعد تعذر مواصلتهم التعليم لأسباب مختلفة، فيما أثبت عدد من طلاب المعهد الصناعي بالمدينةالمنورة أثناء فترة تدريبهم بالمراكز والورش الخاصة كفاءاتهم بعد أن تخصصوا بالعمل المهني. ويقول المتدرب موسى حسن هزازي: إن الحياة لن تتوقف في حال تعرض الشاب إلى ظروف تجبره على عدم استكمال الدراسة، فالأبواب مفتوحة للعمل المهني الذي يسيطر عليها الوافدون، مشيراً إلى أنه يجد سعادة كبيرة اليوم بعد التحاقه بالمعهد الثانوي تخصص لحام، حيث وجد – حسب قوله - الاهتمام والتشجيع من المعهد ليفتح له آمالاً جديدة نحو الحياة. وقال المتدرب نايف خالد عبدالفتاح: خلال فترة التدريب العملي في الورشة الصناعية للحام قدم لنا مالك الورشة كل الدعم النفسي والمهني، من حيث توفير مستلزمات العمل وكذلك تخصيص وقت للتعلم من قبل الفنيين بالمركز، مشيراً إلى أنه يطبق ما درسه نظريا عمليا داخل الورشة من حيث لحام القطع الحديدية والقص وأخذ المقاسات وحتى التعامل مع العميل؛ ليتحصل على شهادة مهنية تفتح له آفاق المستقبل والحصول على القروض المالية التي تقدمها الدولة. وقال عبدالله الجهني الحاصل على شهادة المعهد الثانوي إنه تلقى تعليمة بالمعهد وتحصل على شهادة مهنية تمكنه من اختيار الطريق الذي يساعد في تنمية الوطن. وأشار الجهني إلى أن المعهد يجند طاقته لدعم الشباب بدءاً من توجيههم لاختيار التخصص أو متابعتهم ميدانيا وقت التطبيق العملي وتسهيل كل الصعاب التي تواجههم. وقال المتدربان على النخلي وحسن لولو إنهما جنيا فوائد كبيرة من التدريب بالمركز، وتلقيا دعماً كبيراً من قبل إدارة المركز والمشرفين من المعهد الصناعي، وذللت لهما كل الصعاب. وأشار المشرف على مركز الفواز للحداة والألومنيوم نواف عبيد العروي إلى توجيهات مالك المركز بإعطاء الشباب فرصة التدريب العملي بواقعية كبيرة، والاهتمام بهم وتسهيل كل العقبات التي تواجههم، مؤكداً أن مالك المركز يتابع يوميا المتدربين بالمركز ويعطيهم الفرصة في التعامل مع العملاء ومتابعة الحسابات وشراء كميات الحديد للتعود على أجواء العمل بشكل مباشر. وقال العروي إن تدريب الشاب السعودي بالمركز يأتي دعماً له ليثبت للجميع أنه يعمل ويخلص متى وجد الفرصة، خاصة أن المهن الحرفية يسيطر عليها الوافدون، ودخول الشاب السعودي للمهنة يمكنه مع مرور الوقت من اكتساب الخبرة وسحب البساط من تلك العمالة بما يحقق دعماً كبيراً للوطن والمجتمع بصفة عامة. وبين أن تعاون المركز مع المعهد الصناعي الثانوي الأول بالمدينة بدأ منذ سنوات لتدريب الشباب السعودي على أعمال الحدادة، وأنه سيستمر في تدريب الشباب لأن ذلك يأتي من باب الشراكة بين القطاع الخاص والحكومي لخدمة المجتمع. إلى ذلك قال منسق العلاقات العامة والإعلام بالمعهد الصناعي الثانوي الأول في المدينةالمنورة محمد مصطفى بن محمد الأمين الشنقيطي: شروط القبول بالمعاهد الصناعية الثانوية تتضمن أن يكون المتقدم سعودي الجنسية، كما يجوز قبول غير السعوديين وفق التعليمات المنظمة لذلك، ولا يقل سن المتدرب عند التخرج عن 17 سنة، ويكون لائقاً طبيا مع التخصص المتقدم له ويكون متفرغاً للتدريب. كما يشترط على المتدرب أن لا تكون له شهادة فنية تعادل أو تفوق مستوى شهادة المعاهد الصناعية الثانوية. وأضاف الشنقيطي أنه يجوز قبول المتدرب الموفد من القطاع الحكومي والخاص شريطة حصوله على موافقة مرجعه للتدريب حسب التعليمات المنظمة لذلك. وأشار إلى قبول 450 متدربا سنويا بالمعهد، مؤكداً أن نسبة القبول بالمعهد تصل إلى 95%، ويحصل الخريج على شهادة دبلوم المعاهد الصناعية الثانوية. وبين منسق العلاقات العامة بالمعهد أن الطالب الملتحق بالمعهد ومن كان يحمل شهادة الكفاءة المتوسطة يتدرب 7 فصول تدريبية، ومن يحمل شهادة الأول ثانوي أو الثاني ثانوي يتدرب 5 فصول تدريبية. وقد تم التحاق عدد كبير من خريجي المعهد بالعمل في القطاع الحكومي (المدني والعسكري) والقطاع الخاص من مؤسسات وشركات. وبين الشنقيطي أن المعهد جهة تدريبية والهدف من إنشائه هو إكساب المتدربين مهارات وسلوكيات التخصصات التي يتم التدريب عليها، وهو ليس مسؤولاً عن التوظيف ولكن تسعى المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ممثلة في وحداتها التدريبية لتوظيف خريجيها. حيث ساهمت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في توظيف خريجيها عبر مشاركة قطاعي العمل الخاص والعام ببناء المعايير المهنية لجميع المهن، وهي عبارة عن وصف كامل للمهارات التي تحتاجها كل مهنة مثل مهنة فني تراسل (اتصالات) ومهنة مصور تلفزيوني ومهنة صائغ معادن ثمينة وأحجار كريمة ومهنة فني تبريد وتكييف ومهنة أخصائي لحام وغيرها. كما عمدت المؤسسة لتطوير وتصميم المناهج التدريبية حسب متطلبات سوق العمل والتي تمت صياغتها وفق المعايير المهنية، وتمت إضافة التدريب التعاوني إلى متطلبات التخرج. وأنشأت المؤسسة وحدات شؤون الخريجين بالمعاهد والكليات لمتابعة التدريب التعاوني وتذليل العقبات التي تواجه توظيف الخريجين وكذلك متابعة الخريجين.