أصبح لقاء الملك عبدالله بالمبتعثين في أنحاء العالم عرفاً ينتظره الطلاب في كل زيارة رسمية لخادم الحرمين الشريفين في أي دولة من دول العالم. ومن فترة لأخرى، يعلن الملك عن مفاجأة لأبنائه المبتعثين، مثلما أعلن قبل أكثر من عام ونصف أثناء زيارته للعاصمة الأمريكيةواشنطن عن زيادة المكافآت 50%. ولكن مفاجآت الملك ومكرماته لم ترتبط أيضاً بزياراته لدول الابتعاث فقط، ففي صيف 2009 تم الإعلان عن ضم 1400 طالب على حسابهم الخاص في الولاياتالمتحدة إلى عضوية البعثة، وبعدها بعام كامل تم الإعلان عن مكرمة ملكية لضم 3700 مبتعث ومبتعثة على حسابهم الخاص للاستفادة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث. وبين الفترتين، كان الأمر الملكي بتمديد فترة البرنامج لمدة خمس سنوات إضافية. وبعد أن التقى الملك عبدالله الطلاب المبتعثين في كندا الأسبوع الماضي أثناء حضوره قمة العشرين في مدينة تورنتو، كان طلاب وطالبات الولاياتالمتحدةالأمريكية على موعد معه ظهر أول من أمس، فاستقبلهم خادم الحرمين الشريفين مبتسماً وهم يتشرفون بالسلام عليه في مقر إقامته في العاصمة الأمريكيةواشنطن. حديث الملك عبدالله إلى الطلاب والطالبات كان حديث والد لأبنائه، وحديث قائد إلى من يتطلع فيهم الأمل أن يصبحوا وزراء وسفراء المستقبل. وحين بدأ اللقاء والسلام على الملك عبدالله، كانت البداية للملحق الثقافي الذي نقل شكر الطلاب والطالبات على مكرمة الإلحاق بعضوية البعثة وعلى الدعم اللامحدود للبرنامج وخصوصاً في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ثم استمع الملك عبدالله لأربع طبيبات عرفن بأنفسهن ومن ثم جاء دور الأطباء والمبتعثين، الذين عرفوا بتخصصاتهم والجامعات التي يدرسون بها. الحديث في البداية جاء لثلاثة مبتعثين، قبل أن يبتسم الملك عبدالله في وجوه الحاضرين ويطلب من مصوري التلفزيون الرجوع إلى الخلف قليلاً بقوله "أريد أن أراهم جميعاً"، يقصد المبتعثين. وبعد ذلك بدأ بسرد قصة طريفة أحب أن يداعب بها المبتعثين حين تحدث عن الدعاء للبترول بإطالة العمر وطلبه بعدم التنقيب عن النفط وحفظ ما في الأرض للأجيال القادمة. الوصية الأخيرة للملك هي السلام، حين طلب برجاء خاص من المبتعثين والمبتعثات إيصال التحية والسلام لجميع الطلاب والطالبات الآخرين، وأكد أنه يتمنى أن يقابلهم جميعاً ولكنهم بالآلاف.