تتعامد الشمس فوق الكعبة المشرفة بعد غدٍ الاثنين عند الساعة 9:18 بالتوقيت العالمي 12:18 ظهراً، بتوقيت مكةالمكرمة، أي لحظة أذان صلاة الظهر في ظاهرة فلكية تتكرر مرتين سنوياً على مكةالمكرمة، حيث تكون الشمس لحظتها مرتفعة بمقدار 90 درجة عن الأفق، ويختفي ظل الكعبة لحظتها، وفقاً لما أوضحه الباحث الفلكي السعودي بقسم الفلك وعلوم الفضاء بجامعة الملك عبدالعزيز في جده ملهم محمد هندي. وقال هندي إن هذه الظاهرة تأتي ضمن الرحلة الظاهرية السنوية للشمس بين مداري الجدي والسرطان لتكون متعامدة على المدن التي تقع بين هاذين الخطين مرتين سنوياً، مرة في رحلة الصيف ومرة في رحلة الشتاء، حيث إن مدار الجدي يحدد عند خط عرض 23.5 جنوب خط الاستواء، ومدار السرطان خط عرض 23.5 شمال خط الاستواء، وتأتي هذه القيم بسبب ميلان محور الأرض على مدارها بنفس القيمة، وبما أن مكةالمكرمة تقع على خط عرض 21 شمال خط الاستواء فتتعامد عليها الشمس مرتين أيضاً في 28 مايو و16 يوليو لحظة أذان الظهر، وهذه الظاهرة الكونية تمكن سكان المعمورة الذين يستطيعون مشاهدة الشمس لحظتها وعبر أبسط الطرق وأسهلها من تحديد اتجاه القبلة بكل دقة وسهولة وذلك بأن يتجه الإنسان إلى الشمس ويضعها بين عينيه فيكون متجهاً إلى القبلة بدقة 100%، ومنها يمكن معايرة القبلة والتأكد منها في أي مكان تكون فيه، وأما المدن القريبة من مكة نسبياً فسيجدون صعوبة في تحديد اتجاه الشمس لأنها ستكون قريبة جداً من كبد السماء، لذلك يستطيعون تحديد القبلة عبر ظل الأشياء أي لو وضعنا قلما قائما سيكون اتجاه القبلة عكس ظل القلم تماماً، وتعتبر هذه الطريقة من الطرق القديمة لتحديد القبلة حيث تم استخدامها منذ القرن السادس الهجري، وقد استخدمت هذه الظاهرة حديثاً لإقناع مسلمي شمال شرق الولاياتالمتحدة بأن القبلة شمال شرق وليست جنوب شرق، والحمد لله الذي جعل الشمس والقمر بحسبان.