افتتحت أمس قنصلية المملكة العربية السعودية في بغداد بحضور رئيسي الجانبين السعودي والعراقي في مجلس التنسيق المشترك، وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي ونائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط العراقي ثامر الغضبان. وتم بهذه المناسبة رفع علم المملكة على مبنى القنصلية في مراسم احتفالية شارك فيها عدد من كبار المسؤولين العراقيين وأعضاء الجانبين العراقي والسعودي في مجلس التنسيق. وأعلن القصبي أن العمل جارٍ لافتتاح 3 قنصليات أخرى في 3 مدن عراقية قريبا، مشيرا إلى حرص المملكة على المشاركة في المشاريع التنموية العراقية، مؤكدا تخصيص مبلغ مليار دولار لتنفيذ تلك المشاريع. وقال القصبي «مشاركة المملكة في المشاريع التنموية ستكون متنوعة ومتعددة، ومنها بناء مدينة الملك سلمان بن عبدالعزيز الرياضية في بغداد»، معربا عن رغبة المملكة في تطوير العلاقات مع العراق، كاشفا عن تقديم بغداد أكثر من 186 فرصة استثمار للقطاع الخاص في المملكة. وكان الرئيس العراقي برهم صالح قد استقبل القصبي أمس وذلك على هامش اجتماع مجلس التنسيق السعودي العراقي. تمكين قال القصبي «وقعنا 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم مع الجانب العراقي في جميع المجالات هي في مراحلها الأخيرة، موضحا حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، على دعم المشاريع التنموية في العراق، ومنها ما خصصته المملكة العام الماضي من قرض مقداره مليار دولار لدعم هذه المشروعات، إضافة إلى 500 مليون دولار لتمكين الصادرات، ومشروع مدينة الملك سلمان بن عبدالعزيز الرياضية التي قدمت كهدية للأشقاء العراقيين، كما ستقدم منح تعليمية سنوية للعراقيين للدراسة في جامعات المملكة». منفذ أشار القصبي إلى أن منفذ جديدة عرعر سيتم افتتاحه بعد 6 أشهر، وسيعزز العلاقات التجارية ويرفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين. ويزور وفد اقتصادي رفيع يضم 7 وزراء سعوديين بغداد حاليا، حيث التقى نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة وزير النفط ثامر الغضبان مع الوفد السعودي، واستعرض الجانبان العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وتأكيد الحرص المشترك على تعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى تناول الأثر الإيجابي للزيارة التي يقوم بها وفد المملكة حاليا في تعزيز العلاقات الأخوية والتعرف على فرص تنمية العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين الشقيقين. وأوضح الجانبان أن الزيارة تتضمن عقد عدد من الاجتماعات واللقاءات لمناقشة مذكرات التفاهم على مستويات الاقتصاد والتجارة والنقل والثقافة والحج. طاقة أكد الغضبان أن «العراق وقع مع الجانب السعودي مذكرة تفاهم لربط العراق بالسعودية من أجل تزويده بالطاقة الكهربائية وإنشاء محطات توليد جديدة». بدوره، كشف وزير التخطيط نوري صباح الدليمي عن تشكيل 8 لجان منبثقة عن المجلس التنسيقي السعودي العراقي لرفع مستوى التعاون الاقتصادي في البلدين، مؤكدا قرب عقد لقاءات موسعة بين رجال الأعمال العراقيين والسعوديين لتبادل الخبرات والأفكار والمشاريع، لا سيما بعد البدء بإصدار التأشيرات من القنصلية السعودية بعد افتتاحها في بغداد. ترحيب رحب أعضاء في البرلمان بنتائج زيارة الوفد السعودي إلى العراق، معربين عن أملهم في تطوير العلاقات بين البلدين، بما يخدم المصالح المشتركة. وقال عضو لجنة الأمن والدفاع، النائب عن تحالف المحور فالح العيساوي، إن «العلاقة بين بغداد والرياض شابها التوتر في عهد حكومة نوري المالكي، وبعد أن تولى حيدر العبادي رئاسة الحكومة السابقة حصل التقارب في عام 2017»، موضحا أن البرلمان العراقي حريص على تعزيز العلاقات، «وسندعم إجراءات الحكومة الحالية في تشجيع القطاع الخاص السعودي ورجال الأعمال على تنفيذ مشاريعهم في المدن المحررة من سيطرة داعش». ملفات أكدت عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية ناهدة الدايني ضرورة بلورة موقف سياسي موحد بين البلدين تجاه عدد من الملفات الإقليمية، وقالت ل«الوطن»: «نحن في لجنة العلاقات الخارجية سندعم الحكومة في انتهاج سياسية الانفتاح وإقامة علاقات مع المحيط العربي في ظل بروز تحديات تتمثل في ضرورة تعزيز التعاون الأمني لمكافحة الإرهاب وتوحيد المواقف للحد من التدخل الخارجي في الشأن العراقي»، مشيرة إلى أهمية حسم ملف تبادل المعتقلين بين العراق والسعودية«، لا سيما أن البلدين وقعا اتفاقية بهذا الشأن في سنوات سابقة، لكن لم يصادق عليه البرلمان في الدورة التشريعية السابقة، وسنعمل على إعادتها إلى البرلمان لغرض التصويت عليها في ظل توفر الظروف المناسبة لتنفيذها».