الأدب لا يدخل في شيء إلا زانه ولا يخرج من شيء إلا شانه، وأجمل أنواع الأدب ما تقوم به الزوجة نحو زوجها في مناداته واحترامه وجعل له هيبة بين أولاده وبناته، تناديه بأحلى الأسماء مصحوبًا بعبارات التوقير.. فزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم كن ينادينه بقولهم يارسول الله ويا نبي الله، ناهيك عن استخدام كلمات الملاطفة كقولها يا تاج راسي ويا قلبي وياعيوني وياروحي. هناك خطأ شائع في التعامل بين الزوجين وهو عدم إظهار الملاطفة وكلمات الحب بينهما أمام الأولاد والبنات بحجة أن ذلك عيب، حتى في الأعياد يقبل الأب كل من في البيت إلا زوجته فيسلم عليها مصافحة باليد دون تقبيل أو حضن، والاعتقاد أن فعل ذلك أمام الأبناء والبنات إنما هو عيب ولا يصح للاعتبار الاجتماعي والعكس هو الصحيح فإن عملاً بسيطًا كهذا يبهج النفس ويفرح الروح ويكسب الأجر عند الله ومردوده الإيجابي على نفوس الأبناء والبنات كبير لأنه يسعدهم أن يروا والديهم في حب وصفاء ونقاء وليس كما تعودوا أن يرونهم في حالة شد وخصومة. إن الأدب بين الزوجين فن وجه به القرآن الكريم وطبقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبل أن اتهم من طرف الزوجات فإن ما قلته من أدب في حق الزوج من زوجته هو المطلوب كذلك من الزوج في حق الزوجة من احترام وملاطفة بعيدًا عن الجفاء والصد. فالزوجان عندما يبعدان عن توجيهات الله ورسوله في تحقيق الحياة الزوجية إنما يبعدان عن السكن الهادئ والمودة والرحمة والحنان والحب فيكونان مهيئان للانفصال والطلاق في أي لحظة ويبقى الفضل الذي بينهما إنما يتمثل في معاشرتهما لبعضهما المعاشرة الاجتماعية التي تحفهما بالأدب والتعامل الحسن وأن حقوقهما تتساوى وواجباتهما تتباين وفق ما كتبه الله عليهما، فالأدب في الحياة الزوجية يحميهما من الانفصال ويحفظهما من الطلاق وإن حصل ذلك لا قدر الله يبقى بعد ذلك الأدب حبل الوصال بينهما ما بقيت الحياة تماماً مثل اللحاء الذي قال عنه الشاعر: يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقى العود ما بقي اللحاء نقلا عنن المدينة