دعا مسؤولون وخبراء عرب امس الى ضرورة تغيير الصورة النمطية للمرأة في مناهج التعليم ووسائل الاعلام في العالم العربي وذلك في اطار اصلاحات سياسية وثقافية شاملة يطالبها بها الغرب. واتفق مشاركون في مؤتمر دولي حول "صورة المرأة العربية في مناهج التعليم بين النمطية والدور الفاعل في التنمية" على انه لم يعد بالامكان الابطاء في تفعيل دور المرأة وابراز صورة مغايرة لها في مناهج التعليم التي وصفوها بانها تكرس نظرة تتسم بالاحتقار لدور المرأة. وقال المنجي بوسنينة المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الالكسو "التغيير صار قدرنا ولاهروب من الاصلاح مهما اختلقنا من أعذار ومهما قدمنا لانفسنا وللاخرين من مطالب بتأجيل التنفيذ." وتطالب دول غربية على رأسها الولاياتالمتحدة بلدان المنطقة العربية بتحديث مناهجها التعليمية وافساح مشاركة المرأة في عدة مجالات ابرزها المشاركة السياسية. ويقر مراقبون بان صورة المرأة في مناهج التعليم في المنطقة العربية لاتزال تكرس النظرة الدونية لها وتصورها بشكل ثانوي وهامشي مقارنة بصورة الرجل. وقالت الدكتورة رفيقة حمودة من لبنان ان الدراسات بينت ان نصوص ورسوم الكتب المدرسية وأدب الاطفال فيها تمييز بشكل واضح لصالح الذكور حيث تصور المرأة في اطار أعمالها التقليدية المتميزة بالعطف والتضحية في سبيل الاخرين ويغيب ذكر الادوار التي بدأت تؤديها في الاعمال الحرة والسياسة. واعتبرت سارة الجراية وزيرة شؤون المرأة في تونس ان "البلدان العربية تواجه تحديات تدعوها لبذل جهود اضافية لمكافحة التمييز ضد المرأة في عدة مجالات أبرزها التعليم." وتشير أرقام وزعت على الصحفيين ان عدد الأميين في العالم العربي فاق 77 مليون امي أكثر من نصفهم من النساء. من جهته قال طلعت عبد الحميد من سلطنة عمان ان هناك بعض المشكلات التي تواجه تطور المرأة العربية وتغيير صورتها مثل القوانين التي لاتتماشى مع ثقافات عربية محلية من بينها تعدد الزوجات وحق الاجهاض. واضاف ان التأكيد على استقلالية المرأة عن الرجل قد يعكس منهجا ثقافيا غربيا يتناقض مع الثقافة الاسلامية