دشنت وزارة الإنتاج الحربي المصرية يوم الثلاثاء، مشروع توطين تصنيع الحافلات الكهربائية في البلاد، بالتعاون مع شركة (فوتون) الصينية. وعرضت الوزارة، خلال احتفالية جرت يوم الثلاثاء، أول حافلتين كهربائيتين وصلتا من الصين من إنتاج فوتون، في إطار المرحلة الأولى للمشروع، وذلك بحضور عدد من المسؤولين المصريين والصينيين. وأشاد وزير الدولة للإنتاج الحربي محمد سعيد العصار، ب”التعاون المثمر والناجح بين وزارة الإنتاج الحربي والشركات الصينية” في مجال توطين تصنيع المركبات الكهربائية في مصر. وأوضح العصار، في كلمته خلال الحفل، أنه “يتم العمل من أجل سرعة الانتهاء من توطين ونقل تكنولوجيا صناعة الأتوبيسات الكهربائية، لنشهد انطلاقها في مصر لخدمة قطاع النقل والمواصلات، وصولا لتصديرها مستقبلا، لما لها من عائد اقتصادي وبيئي كبير”. وأبدى أمله في أن يتم في القريب العاجل تدشين المجمع الصناعي بمصنع “200 الحربي” التابع لوزارته، لإنتاج سيارات ركوب الأفراد والحافلات الكهربائية والشواحن الكهربائية. وشدد على ثقته التامة في الشركات الصينية المشاركة في هذا المشروع الضخم، والتزامها بتنفيذ الإجراءات وفق مخططها الزمني. وأشار إلى أن وزارته تستهدف تعميق التصنيع المحلي للمركبات الكهربائية في مصر، بهدف جعل الأخيرة مركزا إقليميا يتصدر قائمة مصدري المركبات الكهربائية مستقبلا، بالتعاون مع الشركات الصينية الرائدة. بدوره، قال مدير عام الإنتاج بمصنع “200 الحربي” أشرف النجار إن وصول الحافلتين الكهربائيتين من الصين يمثل بداية مشروع توطين هذه الحافلات في مصر. وأضاف النجار في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن الاتفاقية الموقعة مع فوتون تتضمن تصنيع 2000 حافلة على مدى أربع سنوات، بحيث يتم تصنيع أول 50 حافلة في الصين، على أن يتم تدريجيا نقل الخبرات الصينية إلى مصنع 200 الحربي. وأوضح أنه سيتم تصنيع بقية ال2000 حافلة في مصر على مراحل، وبنسب إنتاج مختلفة، حيث تهدف وزارة الإنتاج إلى الوصول بنسبة التصنيع المحلي إلى 45% من الحافلات، على أن يتم استيراد البطاريات والمحركات الكهربائية من الصين. وأشار إلى أنه يتم حاليا تدريب الكوادر المصرية، وبناء البنية التحتية في خطوط الإنتاج بمصنع 200 الحربي، لتصنيع الحافلات الكهربائية في مصر. وأثنى النجار، على التكنولوجيا الصينية الخاصة بإنتاج هذه الحافلات، قائلا إنها ممتازة وفي تقدم مستمر، منوها بأن “الصين لها السبق في تصنيع هذه الأتوبيسات”. وأكد أن مثل هذه المشروعات تعزز التعاون الاقتصادي بين مصر والصين. من جهته، أعرب السفير الصينيبالقاهرة لياو لي تشيانغ، عن سعادته بتسليم شركة فوتون الدفعة الأولى من الحافلات الكهربائية لمصر. وقال لياو، إنه “بفضل الجهود المبذولة من الوزارات ذات الصلة في مصر، وحكومة بلدية بكين وشركة فوتون، تم تسليم أول مجموعة من الحافلات الكهربائية في فترة قصيرة، وهذه خطوة مهمة في التعاون بين الطرفين”. وتمنى “للمشروع التعاوني لإنتاج الحافلات الكهربائية في مصر نجاحا كاملا، وأن يفيد المصريين في أقرب وقت ممكن”. ورأى أن “الصين ومصر شريكان متشابهان في التفكير. ولديهما مفاهيم تنمية مماثلة، ومصالح اقتصادية مشتركة قوية”. وأشار الدبلوماسي الصيني إلى أن “التعاون العملي بين البلدين تطور في مختلف المجالات بشكل شامل”، وأن “تنمية العلاقات تواجه فرصا جديدة وآفاقا واسعة”. وأوضح أنه “في إطار مبادرة الحزام والطريق، تدخل العلاقات الصينية المصرية إلى العصر الذهبي للتنمية”، معربا عن اعتقاده الراسخ بأن المبادرة ستحقق نتائج ملموسة بدرجة أكبر، في ظل دعم قادة الصين ومصر. من جانبه، اعتبر رئيس اللجنة الدائمة لمجلس نواب الشعب عن مدينة بكين، لي وي، أن “مصر شريك مهم للصين في مبادرة الحزام والطريق”، مشيرا إلى أن “هناك مساحة ضخمة للتبادلات المستقبلية والتعاون بين الجانبين”. وأوضح لي، أن شركة فوتون هي المورد الرئيسي لنظام النقل العام في بكين، حيث أن 70% (بما يعادل 15 ألف حافلة) من إجمالي الأسطول الموجود حاليا في أنظمة النقل العام في العاصمة الصينية جاء من فوتون، التي تتمتع بجودة المنتج والتكنولوجيا الرائدة. وتابع أن حكومة بكين تدعم الشركات للمشاركة في بناء البنية التحتية في الدول الشريكة في مبادرة الحزام والطريق، مشيرا إلى أن التسليم السلسل لأول دفعة من حافلات فوتون الكهربائية للقاهرة أفضل مثال على ذلك. بينما قال ما رين تاو، نائب رئيس مجموعة فوتون ورئيس شركة فوتون الدولية، إن تسليم الدفعة الأولى من الحافلات الكهربائية لمصر هو “نتيجة مرحلية تحققت على أساس نية التعاون التي توصلت إليها فوتون مع وزارة الإنتاج الحربي المصرية”. وأكد أن شركته، وهي مؤسسة قابضة تابعة لبلدية بكين، تقدم الدعم الكامل لمشروع توطين الحافلات الكهربائية في مصر، معربا عن سعادته بتحقيق المشروع تقدما مطردا بدعم من الشركاء المصريين. وأردف “نؤمن أننا سنظهر ميزتنا التنافسية الساحقة في مصر، ونخلق قيمة اقتصادية واجتماعية كبير لمصر…التي تملك سوقا ضخمة وميزة جغرافية”. وأبدى ثقته الكاملة في التنمية المستدامة لمصر وآفاق السوق المصرية. تأسست فوتون في عام 1996، وتطورت بسرعة لتصبح علامة تجارية صينية رائدة، حيث قامت بتصنيع وبيع أكثر من تسعة ملايين وحدة في جميع أنحاء العالم، بإجمالي أصول تزيد عن 13 مليار دولار أمريكي، وفقا لنائب رئيس المجموعة.