قال علماء في وكالة الفضاء الأمريكية ناسا إنهم على وشك تحقيق إنجاز كبير في سعيهم للتنبؤ بالزلازل قبل حدوثها. فقد اكتشفوا الصلة بين الاضطرابات الكهربائية التي تحدث على أطراف الكون وقرب حدوث زلزال على الأرض أسفله. ويتركز البحث على دراسة طبقة "الأيونوسفير" في الغلاف الجوي والتي تتميز عن غيرها من طبقات الغلاف بكونها تحمل شحنة كهربائية من خلال تعرضها لإشعاع الشمس. فقد تمكنت الأقمار الصناعية من التقاط اضطرابات في هذه الطبقة على بعد 100 600 كيلومترا فوق منطقة تعرضت بعد ذلك لزلازل. ومن أهم هذه الاضطرابات التذبذب في كثافة الإلكترونات وغيرها من الذرات المشحونة في طبقة الأيونوسفير. ووجدت الدراسة أن معظم الزلازل التي جرت حتى عمق 35 كيلومترا داخل الأرض سبقتها اضطرابات كهربائية محددة في طبقة الأيونوسفير. ولم تنشر تفصيلات محددة بعد إلا أن علماء قد رصدوا إشارة "ضخمة" في طبقة الغلاف الجوي قبل الزلزال الذي ضرب الصين بقوة 7.8 الشهر الماضي. كما أن فريق ناسا يعمل بالتعاون مع شركة "سري ساتلايت تكنولوجي ليمتد" البريطانية لإجراء دراسة جدوى حول انتاج جهاز تحذير من الزلازل يستند إلى عمل الأقمار الفضائية. وطور فريوند الذي يعمل مع والده فريدمان في نفس المركز النظرية العلمية وراء هذه الإشارات. وملخص النظرية أنه عندما تضغط الصخور كما يحدث عند تحرك طبقات قشرة الأرض عند حدوث زلزال فإنها تعمل كالبطاريات مولدة تيارا كهربائيا، تقوم بعدها بتفريغ شحنتها مما تلتقطه الأجهزة. وينتقد مايك بلانبيد عالم الفيزياء الجيولوجية في مركز المسح الجيولوجي بالولايات المتحدة الدراسة قائلا إنها لا تثبت التوافق بين ما يحدث في التجربة وما يحدث على الطبيعة. كذلك يشير بلانبيد إلى ان النظرية تفترض تعرض قشرة الأرض لضغوط قبل حدوث الزلزال بأيام وهذا ما لم تعكسه البيانات المرصودة.