أثار وقف عرض مسلسل "حريم السلطان" التركي موجة من الغضب والاستنكار لدى الروس، وعلى وجه الخصوص بين المشاهدات من الجنس اللطيف ، اللواتي نظمن في شبكات التواصل الاجتماعي على الانترنت، حملات احتجاجية تطالب بإعادة الدراما العاطفية إلى شاشات العرض. وكانت أحدى القنوات الروسية بدأت قبل حوالي أسبوعين، عرض المسلسل التركي، الذي يعرض حياة عاشر سلاطين الدولة العثمانية سليمان القانوني ابن السلطان سليم خان، الذي تولى الحكم في سن 26 عاما، كما يسلط المسلسل الضوء على الجانب العاطفي للسلطان الذي يعتبره مؤرخون أحد أعظم الملوك، لأن نطاق حكمه ضم الكثير من عواصم الحضارات الأخرى كأثينا وصوفيا وبغداد ودمشق. وظهرت كتابات على شبكات التواصل الإجتماعي تتهم السلطات بأنها "غيبت" صوت "حريم السلطان"، لأنها رأت فيه مادة تلهب العواطف وتفتح الآفاق أمام الخيال الشاعري، كما أن المسلسل الذي وصف بأنه "يمدح العثمانيين، ويشوه الحقائق التاريخية"، يتعارض مع محاولات التجهيز لانتخابات رئاسية عبر بعث الروح الوطنية بين المواطنين الروس. وحطم "حريم السلطان" الأرقام القياسية في تركيا بعدد مشاهديه، مثيرا في الوقت ذاته عاصفة من النقاشات والسجالات، إذ صرح المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون في تركيا، بأنه تلقى أكثر من 70 ألف شكوى، بسبب ما وصف بأنه "التلاعب بالحقائق التاريخية" في المسلسل. وفي هذا السياق اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان "حريم السلطان" بمحاولة عرض تاريخ تركيا للجيل الشاب "من جانبها السلبي". ولم يتوقف غضب المشاهدات الروسيات عند حد الشكوى والاستنكار، إذ أن بعضهن وجدن كل حلقات المسلسل، ووضعنه على شبكة الانترنت لتتمكن كل محبات العمل الدرامي من مشاهدته، إلا أن مشكلة عدم وجود ترجمة للحلقات التالية للمسلسل التركي، حطمت آمالهن، ما دفع أعداد كبيرة منهن للتوجه إلى مراكز تعلم اللغة التركية، من أجل مواصلة متابعة أحداث المسلسل وعدم تفويت التطورات التي عصفت ب"حريم السلطان".