وجه الملك عبد الله خادم الحرمين الشريفين باسمه وولي العهد رسالة تهنئة بشهر رمضان بثها التلفاز السعودي البارحة اشارت الرسالة أن قدوم شهر رمضان «فرصة للأمة الإسلامية لأن تبني فيه مجتمعاً متعاطفاً متسامحاً، يحرص فيه أفراده على العيش بسلام، حافظين للحقوق محترمين للحدود». وجاء في نص الكلمة، إخواني وأبنائي في المملكة العربية السعودية، إخواني وأخواتي في جميع الأقطار الإسلامية، إخواني المسلمين في كل مكان. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكل عام وأنتم بخير. ها هو شهر رمضان جاءت نسائمه المباركة تحمل أيامه ولياليه الرحمة والمغفرة والقربى إلى الله - تبارك وتعالى - تستشعر فيه النفوس الطمأنينة، وتستبق إلى الخيرات، ويستعيد المسلمون في أيامه ولياليه ذكرى نزول القرآن الكريم في ليلة هي خير من ألف شهر، أشرقت فيها الأرض بنور ربها، تتأمل فيه النفس المؤمنة كم أرست آيات هذا القرآن معاني العدل والكرامة. أيها المسلمون، يا لها من نعمة كبيرة يحس بها المسلمون حين يبلغهم الله، بمنه وكرمه، هذا الشهر الفضيل، فلك اللهم الحمد والشكر أن بلغتنا شهر رمضان المبارك، وهل من نعمة تفوق اهتداء الإنسان إلى خالقه وبارئه، وهل من قيمة تداني شعور من بلَّغه الله هذا الشهر الذي تتجلى فيه أرقى خصال الخير في الإنسان، وتتسامى فيه معاني العطف والبر والرحمة، مقتدين بسيدنا وحبيبنا محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي كان أجود بالخير من الريح المرسلة. الإخوة والأخوات في جميع الأقطار الإسلامية، ندعو الله جل وعلا، أن يجعل من قدوم هذا الشهر الكريم فرصة طيبة لأمتنا الإسلامية لأن تستمد الدروس والعبر من هذا الشهر العظيم، وأن تسعى إلى نبذ الفرقة والتشرذم، وإلى تحقيق معنى الأخوة، مصداقاً لقول الله تعالى: (إنما المؤمنون إخوة)، إخوة يعطف فيهم القوي على الضعيف، ويساعد منهم الغني الفقير، ويعفو المظلوم عمن ظلمه، يبنون مجتمعاً متعاطفاً متسامحاً يحرص فيه أفراده على العيش بسلام، حافظين للحقوق محترمين للحدود. الإخوة والأخوات، نحمد الله تبارك وتعالى على نعمه الظاهرة والباطنة الذي أنعم بها علينا، ونحمده أن أكرمنا بشهر رمضان، سيد الشهور، فاللهم لك الحمد والمنة، ونسألك اللهم أن تعيننا على صيام أيامه وقيام لياليه، وأن تعيننا على فعل الطاعات، وأن تجعلنا - بفضلك وكرمك - من عتقاء هذا الشهر، وأن ترحم من لاقى وجهك الكريم، وألا تحرمنا الأجر والثواب، بعفوك وكرمك