اشارت الصحف المصرية اليوم الاثنين ان مناقشات قوية جرت خلال ملتقى الفكر الاسلامي امس عن الزيادة السكانية في مصر وقد دعت مشيرة خطاب، وزير الأسرة والسكان، المصريين مجددًا إلى عدم إنجاب أكثر من طفلين كحد أقصى، وهو مقترح أثار في السابق جدلاً واسعًا وقوبل باعتراض صريح من مؤسسة الأزهر كونه يتعارض مع نصوص الشريعة الإسلامية. وقالت ، إن مصر لا تحتمل سوى طفلين فقط نظرًا لوصول معدل الزيادة لمعدلات غير مطمئنة، مشيرة إلى أن معدل الزيادة السكانية ينقص من الخدمات التي تقدم للمواطنين. ودافعت الوزيرة في عن قانون الطفل المثير للجدل، الذي أقره البرلمان، ويسمح باستخراج شهادة ميلاد للأطفال المولودين من علاقات غير شرعية، قائلة إنه لا يتعارض مع الأديان سواء الإسلام أو المسيحية، بدليل أن الأزهر الشريف والكنيسة المصرية قامتا بالموافقة عليه ومباركته دون الاعتراض عليه. وأكدت أن الهدف من القانون الذي صاحبه اعتراضات واسعة آنذاك على بعض بنوده هو المصلحة المثلى للطفل الذي لا ذنب له لصراع أو اختلاف أبويه، فمن حقه أن يحيا حياة كريمة وأن ينسب لأبويه، واعتبرت أن القانون الذي أقره البرلمان في عام 2008 بمثابة ثورة تشريعية على الأوضاع الخاطئة. وأشارت خطاب إلى أحد بنود القانون والذي ينص على رفع سن زواج الفتيات من سن 16 إلى 18 عامًا كحد أدنى، لافتة إلى أن الأزهر لم يبد ممانعة إزاء هذا الأمر، بل قال: "لا مانع، ولولي الأمر أن يقر بما في صالح المجتمع". وأشادت الوزيرة أيضًا بالجهود التي تبذلها وزارة الأوقاف لتنفيذ برامج وسياسات وزارة الأسرة والسكان في رعاية الطفل، حيث تنظم دورات مكثفة للائمة للتوعية بخطر الزيادة السكانية، كما أصدرت كتيبات لمحاربة الختان والنقاب وغيره من العادات والسلوكيات الخاطئة التي ترتكب باسم الإسلام، على حد تعبيرها. من جانبه، انتقد الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف، فرض بعض الآباء الحجاب على بناتهم حتى قبل بلوغهن سن المحيض، مدللا بأن النبي صلى الله عليه وسلم عندما دخلت عليه أسماء بنت أبى بكر رضي الله عنهما وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لها: "يا أسماء! إن المرأة إذا بلغت المحيض، لم يصلح أن يرى منها شيء إلا هذا وهذا"، وأشار إلى وجهه وكفيه. وأوضح زقزوق، أن للأطفال حقًا في المرح واللعب، فلا يجب أن تقيد حركة البنات في الصغر بارتداء الحجاب، وأنه يجب أن يعشن طفولتهن حتى يبلغن السن الذي يُفرض عليهن فيه الحجاب، وهو أن تحيض. وانتقد وزير الأوقاف ما أسماه الانفجار السكاني وخطورته على مشاريع التنمية، مضيفا أن هناك أسرا تنجب كل عام، معتبرًا أن هذا مخالف لتعاليم الإسلام، لأن في ذلك إضاعة لحق الطفل في الرضاعة، فالقرآن يحث على تباعد فترات الحمل.