أدوات متعددة تستخدمها إسرائيل لتركيع الشعب الفلسطيني والنيل من صموده وكفاحه نحو الحرية و الاستقلال وتصدر العديد من غرف الدراسات الإستراتيجية والأمنية التي تتبع للمؤسسات الإسرائيلية المختلفة دراساتها من فترة إلى أخري تتناول فيها كافة أنماط المواجهة وتطورها مع الفلسطينيين و الأدوات التي يمكن لإسرائيل استخدامها لكبح ووقف التمكن الفلسطيني نحو الدولة بعد وتختلف هذه الأدوات حسب مواقف المواجهة التي تعيشها الأراضي الفلسطينية وحسب الإستراتيجية الفلسطينية المناهضة للاحتلال ,فمنها ما هو دامي كما يحدث بغزة ومناطق ساخنة أخري بالضفة الغربية ,ومنها ما هو عبر الحصار وضرب الاقتصاد وإغلاق الطرق والمعابر أو الاثنين معا , لان إسرائيل تؤمن أن المال هو الذي يقيم الدولة وهو الذي يسقطها فهي عادة ما تستخدم العامل الاقتصادي لإنجاح سياستها العسكرية والاستيطانية والتهويدية , واليوم وبعد النجاح الفلسطيني الدبلوماسي الكبير وحصول فلسطين على دولة معترف بها بالأممالمتحدة وفتح الباب أمامها للدخول كطرف في كافة المعاهدات والاتفاقيات الدولية , بالإضافة إلى اعتبارها عضوا في منظمات ووكالات الأمم المختلفة أهمها محكمة الجرائم الدولية ومنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي , كل هذا جعل إسرائيل تعود للعبتها المفضلة مع الشعب الفلسطيني وهي لعبة التجويع . لعبة التجويع الصهيونية يا سادة لم تعرفها إسرائيل الآن ولم تضع شروطها بعد وصول الفلسطينيين لنصر دبلوماسي يقود لسيادة فلسطينية على الأرض وإنما لعبة كانت تمارسها أبان الانتفاضة الأولى و هي انتفاضة الحجارة عندما كانت تفرض منع التجول لفترات طويلة على المدن والقرى والمخيمات , لكن هذه اللعبة تتطور حسب عنصرية إسرائيل وبغضها وكرهها للتعايش بسلام مع الفلسطينيين , فاليوم تمارس هذه اللعبة للابتزاز على اعتقاد أن الفلسطينيين عندما يتم حصارهم وتجويعهم للدرجة ما فان قيادتهم سوف تتراجع عن سعيها نحو تحقيق تقدم في مسيرة الاستقلال والدولة الموحدة , وبالتالي يحتج الشعب وتسود البلاد فوضي حرق وتكسير وغير ذلك , لكن لا تعرف إسرائيل أن لعبتها التي تلعبها الآن مع الفلسطينيين لعبة خطرة سوف تحرق أصابعها أولا وسوف ينتفض الشعب الفلسطيني ضد إسرائيل وليس ضد نواة الدولة الفلسطينية ,فلا يعقل أن يعيش شعبين على ارض واحدة احدهم يعيش على نفايات الشعب الأخر ويجوع وكأنه يعيش في القرون الوسطي والشعب الأخر تتاح له كل عوامل الغنى والتمكن من نصيب الشعب الأخر من الأرض . إن كانت إسرائيل تلعب معنا لعبة التجويع لإفراغ انتصارنا في الأممالمتحدة من مضمونه فإننا يجب أن نلعب معها لعبة الصمود والبقاء وإكمال مشروع الدولة حتى تصبح حقيقة على ارض فلسطين وليس مجرد مشروع أممي ننتظر أن يساعدنا العالم فيه , ولكي نلعب اللعبة التي تحقق أحلامنا فإننا كفلسطينيين نحتاج إلى المال لكي تستمر السلطة الوطنية في برنامجها التحولي إلى الدولة ولكي يستمر هذا البرنامج يتوجب البحث عن بدائل تدعم الاقتصاد الفلسطيني وتوفر شبكة آمان غير شبكة آمان العرب الوهمية ولا اعتقد أن العقول الفلسطينية عجزت عن توفير بدائل وخاصة أن لعبة الضغط المالي والحصار الشامل التي يفرضها الاحتلال أن تطول لأنه يدرك أن المال عنصر هام لقيام أي دولة فلولا المال والدعم الأمريكي والأوروبي وأغنياء اليهود وتبرعاتهم السخية لما قامت إسرائيل , ولان هناك لعبة خطرة تلعبها إسرائيل والعالم معها وقد يكون لبعض العرب طرف في هذه اللعبة , نقول آن الأوان لان تبنى فلسطين نفسها من خلال بناء مؤسسات اقتصادية كبري داعمة داخل فلسطين وخارجها تنتشر بكل أنحاء العالم و ليس بالعالم العربي فقط من خلال إنشاء مصانع كبري وشركات كبري ومزارع كبري يكون إنتاجها معفي من الضرائب ليغطي كافة الأسواق العربية والعالمية في معظم بلاد العالم التي تنخفض فيها تكاليف الأيدي العاملة ويتم من خلالها استثمار رأس مال فلسطيني وعربي داعم يعود بأرباحه لصالح نفقات الدولة الفلسطينية وتغطية رواتب موظفيها , ونقول أن هذه الشركات والمصانع و المزارع تكون ملك للشعب الفلسطيني يستأجرها خارج أرضه إلى حين تمكنه من الاستقلال وحماية مؤسساته الاقتصادية ,وتديره وزارة الاقتصاد الفلسطينية وتتابع كافة عملياته وتقيم إنتاجه من فترة إلى آخري من خلال هيئات تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية , وبهذا يستطيع الفلسطينيين أن يبنوا دولتهم بمالهم وببعض المساعدات من الدول العربية والدول الصديقة دون الحاجة إلى شبكة آمان دائمة يتململ منها العرب بعد فترة من الزمان و يضطر معها الفلسطينيين للتسول مرة أخري لمواجهة اللعبة الإسرائيلية الخطرة . [email protected]