وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، له وجهة نظر مختلفة عن العالم، يقول إن المسلحين هم الذين يقتلون المواطنين والأمن في سوريا، وإنهم وراء المذبحة التي توشك على الحدوث في مدينة حمص! طبعا، لافروف يعرف حقيقة ما يجري وما يفعله النظام السوري من جرائم، أما لماذا هذا الحماس والإصرار على الدفاع عن نظام دمشق فهو أمر محير. سوريا ليست بلدا غنيا يخشى الروس على مصالحهم الاقتصادية فيه. وليست طرفا أساسيا في القضايا الدولية التي تهم الروس مثل الشيشان أو المظلة الصاروخية، وليس لسوريا شاطئ على بحر قزوين مثل إيران. المصلحة المباشرة الوحيدة التي تهم الروس هي اتفاقية تعاون بحري. طرطوس السوري هو الميناء الوحيد للروس في البحر الأبيض المتوسط لتمويل أسطوله البحري العسكري، وكانت الحكومة السورية قد وقعت اتفاقا قبل ثلاث سنوات لتطوير طرطوس ليكون مرسى بحريا مهما لبوارجها، ويفترض أن ينتهي التوسع في الميناء العام المقبل، إن نجا النظام من السقوط. وحتى هذه المصالح البحرية لا يُخشى عليها بعد سقوط النظام ما لم يصر الروس على دعم النظام حتى النهاية، فالأرجح أن تحترم الاتفاقيات الموقعة. وسبق لموسكو أن كررت تصريحات تتحدث عن مصالحها في سوريا، لكنها مصالح محدودة لا ترقى إلى ما كانت عليه في ليبيا، أو العراق قبيل الغزو الأميركي. الذي يمكن فهمه من تلك الإشارات أن روسيا تعتقد أنها بعنادها ووقوفها إلى جانب نظام أصبح مكروها في أنحاء العالم العربي ستحصل على مكاسب مادية أو سياسية من العرب أو الغرب، أمر مستبعد كثيرا. إسقاط النظام السوري عمل شعبي ليس غزوا خارجيا أو حالة حرب بين بلدين. وسواء أيده الروس أو عارضوه فإن النظام ساقط لا محالة، بل نتوقع أن يبيع الروس نظام دمشق بأبخس ثمن في اللحظة الأخيرة، كما فعلوا مع القذافي من قبل. لن يدفع العرب تعويضات أو هدايا للكرملين مقابل تخليهم عن نظام الأسد، ولا أعتقد أن الغرب في حالة اقتصادية جيدة ليمنح الروس المزيد من التنازلات، أما السوريون فهم عازمون على إسقاط النظام سواء نقلا عن الشرق الاوسط السعودية