معتمر تونسي قارب العقد السابع من عمره يدعى " محمد مجيد " قدم إلى المملكة العربية السعودية لأداء العمرة وزيارة مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولكن قبل مغادرته بليلة فقد جواز سفره أثناء ذهابه إلى المسجد الحرام لأداء الصلاة، ومن هنا بدا له أن فكرة عودته إلى وطنه "تونس الخضراء" شبه مستحيلة نظراً لقرب موعد الرحلة . وفي التفاصيل حكى "محمد مجيد" عن قصته وقال : " جئت لمكة المكرمة في هذا الشهر الفضيل وأديت العمرة وقبل مغادرتي بليلة في يوم "28" من رمضان، فقدت جواز سفري ومعه مبلغ من المال ولم أجدهم، وكانت رحلة سفري الساعة التاسعة من صباح اليوم التالي، وفاتتني رحلة عودتي إلى بلدي مع المجموعة التي أتينا معها لأداء العمرة وزيارة مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم، وبعدها أشار علي أحد مشرفي الحملة بزيارة مركز المفقودات بالمسجد الحرام فقمنا مع المشرف بتفقد المركز ووجدنا ولله الحمد جواز سفري والمبلغ الذي فقدته كاملاً ولم أكن أتوقع ذلك نظير الأعداد الكبيرة في محيط المسجد الحرام إلا هذا البلد بلد أمن وأمان واستقرار واطمئنان . أضاف مجيد : توجهت مسرعاً إلى مكتب الخطوط بغية التعديل على الرحلة التي فاتتني، ولكن دون جدوى لنقص المال وصعوبة الحجوزات فتم إرشادي إلى مكتب جمعية هدية الحاج والمعتمر الخيرية التي وقفت على أمري في إيجاد الحلول المناسبة، وقامت إدارة الجمعية مشكورة بتباحث الأمر مع إدارة الخطوط السعودية ولم تجد مقاعد فارغة إلا بعد تسعة أيام ومقعد واحد في اليوم التالي "أول أيام عيد الفطر المبارك" على درجة رجال الأعمال التي قاموا بحجزها لي دون تردد لأعود إلى أهلي سالماً غانماً بعد معاناتي في تلك الليلة وانشغال أبنائي وأخواني وزوجتي بما حل بي من فقد جواز سفري وسؤالهم الدائم "هل سأعود أم لا .. أو كيف سأعود وأنا لا أملك المال؟؟! بعد ان خسرت تذكرة السفر بسبب تخلفي عن الرحلة لفقدان جواز السفر". وأثنى " مجيد " على دور جمعية هدية الحاج والمعتمر الخيرية في خدمة ضيوف الرحمن واستقبال موظفيها له موضحاً أن خدمة الجمعية له جميل لا ينسى مدى الدهر داعياً الله أن يجزي العاملين في الجمعية وداعميها كل الجزاء، وأن يبارك لهم في أعمارهم وأولادهم بإذن الله مشيدا بترتيبات الحكومة السعودية . ومن جانبه أكد مدير عام الجمعية الأستاذ منصور بن عامر العامر " أن الجمعية تخدم ضيوف الرحمن بكل ما لديها من موارد، وتسعى إلى توظيف مواردها بما يتناسب مع والإجراءات والمواقف التي تواجهها الجمعية أثناء خدمتها لقاصدي الحرمين الشريفين موضحاً أن الخدمة المقدمة للأخ محمد مجيد تندرج تحت أحد مصارف الزكاة الثمانية " ابن السبيل المنقطع "، وأن جمعية هدية قامت بترتيب سفر المعتمر على درجة رجال الأعمال لكون انتظاره لمدة تسعة أيام سيكلف مصاريف السكن والإعاشة والأهم من ذلك سيفوت على المعتمر العيد مع أهله، سائلاً أن يتقبل هذه الأعمال التي هي في ميزان ولاة الأمر حفظهم الله وأن يجعلها خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى .