التقى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس بمشايخ وأساتذة وطلاب معهد الحرم المكي الشريف أمس بمناسبة بداية الفصل الدراسي الأول بالمسجد الحرام. وفي مستهل كلمته التي ألقاها عبرعن بالغ سروره وسعادته بهذا الجمع المبارك، مثنيا على الجهود المباركة المقدمة من فضيلة مدير المعهد الشيخ الدكتور عبدالرحمن الشهري والعاملين معه. وتحدث عن أهمية التربية والعلم على منهج السلف الصالح من أهل السنة والجماعة، داعياً الطلاب إلى الاضطلاع برسالة المعهد العلمية، مؤكداً أن الجهد والاجتهاد والرعاية والعناية والحفاظ على الأوقات ستؤتي أُكلها ولا ريب. ونوه السديس بحرص هذه البلاد المباركة وولاة أمرها – أيدهم الله – على التعليم منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – وصولا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله - ، وما تبذله القيادة الرشيدة من دعم سخي دعماً للعلم وطلابه في جميع أنحاء العالم. وقدم السديس عدداً من النصائح للمشايخ وطلاب العلم كان على رأسها الإخلاص وتجنب الرياء والسمعة وحب الشهرة، فليس العلم لمجاراة السفهاء، بل هو لله سبحانه وتعالى، وشدد معاليه على ضرورة التزام المنهجية الصحيحة في طلب العلم التي كان عليها السلف الصالح رحمهم الله. كما عدد معاليه صفات المعلم وطالب العلم وأكد على أهمية حفظ قدر العلماء وعفّة اللسان عن الخوض في أعراضهم، وحضَّ على التدرج في طلب العمل دون تنقل قد يسبب الانقطاع أو الانحراف. وحذر السديس من الجماعات المضللة والتنظيمات المخالفة التي تنابذ أهل السنة والجماعة، كما حذر من خطورة الفُرقة والخلاف والالتزام بالمنهجية الصحيحة حين حصول الاختلاف، ورغّب الحاضرين في المحبة والمودة مؤكداً على ضرورة أن تسود بين طلاب العلم، وأبان أهمية ربط العلم بالعمل الصالح والأخلاق الحميدة والحذر من التصنيف والعنف واستهانة الدماء والخروج على جماعة المسلمين. وفيما يتعلق بالتقنيات الحديثة أكد أنها الغنيمة الباردة، فالله سبحانه وتعالى قد خص هذه الأمة في الأعصار الحالية بوسائل تقنية سهلت كثيرا من الصعوبات التي كانت تواجه طلاب العلم في الماضي. عقب الكلمة التقط معاليه الصور التذكارية مع أصحاب الفضيلة مشايخ وأساتذة وطلاب معهد الحرم المكي الشريف.
من جهة اخري ألقى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبدالعزيز السديس درسه في كلية الحرم المكي الشريف "في أصول الفقه" , وتناول خلال الدرس موضوع القياس وهو الدليل الرابع من أدلة التشريع الإسلامي. وناقش الشيخ السديس تعريف القياس لغةً واصطلاحاً, وعبارات الأصوليين في التعاريف وشرحها, والتعريف الراجح وأدلته. وتأتي مشاركة الرئيس العام ضمن كوكبة من أعضاء هيئة التدريس من علماء وفقهاء وكفاءات علمية متميزة. ويأتي ذلك إعماراً للمسجد الحرام بدروس العلم , ولإعداد طلاب وعلماء يستطيعون في المستقبل النهوض بمسؤولياتهم في تعليم أجيال الأمة فيما تحتاج إليه في أمر دينها وتأدية رسالتها بشكل أوسع مع الاستفادة مما يتجدد من إمكانات ووسائل ، والمحافظة على أصالة المنهج ، وقدسية المكان . يذكر أن درس الشيخ السديس لاقى تفاعل طلاب العلم واستحسانهم بالمشاركة , و أجاب عن استفساراتهم بما يخص الدرس . ويأتي ذلك انطلاقاً من توجيهات ولاة الأمر حفظهم الله بالعناية الفائقة بالحرمين الشريفين والتعليم فيهما وتسخير كل ما من شأنه تعزيز ونشر رسالة الحرمين العلمية والتوجيهية والإرشادية والحرص على إفادة المسلمين والاهتمام بأبنائهم من خلال نشر العلم الصحيح من مكانه المبارك مهبط الوحي .
كما قام الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس بجولة تفقدية لمتابعة سير العمل بمكتبة الحرم المكي الشريف. وتفقد السديس مشروع ترجمة خطب الحرمين الشريفين وعلى آخر المستجدات بها والتقنيات الحديثة المستخدمة فيه وحث القائمين عليه بمضاعفة تلك الجهود تحقيقاً لتوجيه القيادة الرشيدة – حفظها الله - لتقديم أفضل وأرقى الخدمات لرواد الحرمين الشريفين وترجمة أكبر عدد من الكتب لنشر العلم الشرعي بجميع اللغات ليسهل الوصول إليه. وأثنى خلال جولته على الجهود المبذولة بالمكتبة وما تقدمة من خدمات للوفود الرسمية والزوار من أهل العلم , وطالب بمعالجة بعض الملاحظات والمقترحات التي وصلت للمكتبة. كما استطلع السديس آراء عدد من الزوار وقاصدي المكتبة من طلاب العلم والباحثين والمطلعين على محتويات المكتبة والخدمات المقدمة فيها. تأتي هذه الجولة حرصا من الرئيس العام على تقديم أفضل الخدمات لقاصدي الحرمين الشريفين وفق توجيهات وتطلعات ولاة الأمر حفظهم الله.