وقعت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي يوم امس الاول الأحد 8 شعبان 1437ه في مقر الرئاسة بمنطقة مكةالمكرمة مذكرة تفاهم تقوم الجامعة بموجبها بإجراء البحوث العلمية والدراسات الاستشارية العلمية والتقنية والإعلامية لصالح الرئاسة. كما تقوم الجامعة بتنفيذ الدراسات المتعلقة بأبحاث الحج والعمرة وتنفيذ البرامج التدريبية والإيفاد الداخلي، وتشارك الجامعة في اقتراح الخطط الاستراتيجية وتنفيذ الأبحاث المتعلقة بتنظيم وإدارة الحشود و ترجمة ما يصدر عن الرئاسة باللغة العربية إلى لغات أخرى. ونصت مذكرة التفاهم على السماح للطلاب السعوديين وغيرهم للمشاركة في الترجمة وتبادل المعلومات والتعاون مع مركز الأبحاث والدراسات والمركز العلمي وإحياء التراث مع مركز الدراسات في الرئاسة، إضافة إلى التنسيق في مجال التطوير والتأهيل وتفعيل مجالات الجودة والتميز. وقد مثل الرئاسة في توقيع المذكرة سماحة الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتورعبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس فيما مثل جامعة الملك فهد مديرها الدكتور خالد بن صالح السلطان. وذكر مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور خالد السلطان أن مذكرة التفاهم التي تستمر خمس سنوات قابلة للتجديد تأتي لدعم الرسالة التي تؤديها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في خدمة الحرمين الشريفين من الحجاج والعمار والزائرين وذلك انطلاقاً من توجيهات ولاة الأمر التي تؤكد دائماً على بذلك أقصى الجهود والإمكانات لتأدية مناسكهم بيسر وطمأنينة، كما تنطلق من الدور الرائد لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن باعتبارها مؤسسة علمية ومنارة معرفية في مجال تقديم البحوث والاستشارات والتدريب وللإمكانات التي تتمتع بها الجامعة من خلال مراكز البحث العلمي والكليات والمعاهد المتخصصة. وقال الدكتور السلطان أن الحكومة الرشيدة أولت المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريفين عناية خاصة واهتماماً بالغاً لما لهما من مكان عظيمة في قلوب المسلمين، والتزمت المملكة منذ تأسيسها بشرف خدمة الأعداد المتزايدة من ضيوف الرحمن والمعتمرين على أكمل وجه، وأكدت ذلك جلياً في رؤيتها المستقبلية (2030)، حيث تضمنت تلك الرؤية العمل على زيادة الطاقة الاستيعابية لمنظومة الخدمات المقدمة للمعتمرين والارتقاء بجودتها، وتمكين ما يزيد على (15) مليون مسلم من أداء العمرة سنوياً بحلول عام (1442ه - 2020م) وإلى (30) مليون معتمر بحلول عام 2030م، مع التأكيد على أن تكون نسبة رضاهم عن الخدمات التي تقدم لهم عالية من خلال تسهيل الإجراءات وأتمتها لراحة المعتمرين، وتمكينهم من إثراء رحلتهم البدينية وتجربتهم الثقافية. وأضاف أن لجهاز الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي دور رئيس فيما أوكل لها لتحمل هذه المسؤولية العظيمة، وقد تمكنت الرئاسة من القيام بدورها المشهود في خدمة الحرمين والقيام على شؤونهما بكل ما تملك من جهد وإخلاص، ولكنها في نفس الوقت بادرت في إطلاق مشروع مهم يحقق لها الريادة والتميز في الكفاءة وجودة الأداء، مستجيبة في ذلك لمتطلبات رؤية المملكة (2030) والمرحلة الطموحة التي تتطلع إليها بلادنا العزيزة، ومترجمة السمعة الفريدة التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية محلياً وعالمياً. لذا كانت هذه المبادرة المتمثلة في تطوير خطة استراتيجية لأعمال الرئاسة والشراكة مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في تطويرها وفق منهجية ورؤية شاملة وحسب الأسس العلمية الناجحة في هذا المجال. وأوضح أن الشراكة التعاونية بين الرئاسة والجامعة واختيارها لهذا المشروع المهم هو شرف للجامعة نظراً لعظم مكانة المسجد الحرام والمسجد النبوي وما يرتبط بهما من شرف في خدمة ضيوف الرحمن والمعتمرين والزائرين، كما أنه أيضاً تعزيز لدور الجامعة وامتداد لمسؤوليتها الوطنية، كما يعبر عن الثقة المحلية والعالمية التي تحظى بها الجامعة. وأكد أن رسالة الجامعة تحتم عليها الاضطلاع بمسؤولياتها، وتوظيف جل خبراتها المتراكمة للإسهام في خدمة الوطن ومؤسساته، وذلك من خلال مئات المشاريع البحثية والدراسات التي نفذتها على مدى الخمسين سنة الماضية، وليس أدل على ذلك من قيام الجامعة بإعداد الكثير من الخطط الاستراتيجية مثل مشروع الخطة المستقبلية للتعليم الجامعي في المملكة (آفاق)، ومشروع تطوير مرفق القضاء والتوثيق (عدل) لصالح وزارة العدل، ومشروع استراتيجية رئاسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (حسبة). وبين انه لإنجاح هذه المشاريع فإن الجامعة تقوم بتكوين فرق من المختصين فيها في تخصصات متعددة من خلال مركز الدراسات والتخطيطط الاستراتيجي بمعهد البحوث ، إضافة إلى الاستعانة بنخبة من الخبراء والمستشارين على المستويين المحلي والعالمي. وقال أن منهجية المشروع بنيت على أن يكون تنفيذه على تعزيز مشاركة ذوي العلاقة وتوسيعها بحيث تنبع الخطة منهم، وكذلك السعي على نشر ثقافة التخطيط بين قيادات الرئاسة والتي ستعمل إدارة المشروع على تعزيزها.