لو استنهضت الذاكرة وجمعت ما فيها من بيانات ثم شكلت منها صورة جميلة لوجدتها صورة أول امرأة سكنت الجنة مع زوجها الذي خلقت منه وهذا التكريم لها جاء لأهميتها وأدوارها التي لا يمكن المقايضة عليها وظهر ذلك جليا في احد أدوارها الرئيسة وهي كثر والتي لا يمكن التعاقب عليها من غيرها أو استبدال هذا الدور بذاك وهذا ما حدث مع أم موسي عليهما السلام وما رحلة إبحار المولود الجديد في يمً مغرق إلى مصير لا يعرفه إلا من أمر بإلقائه ,وصفه بأنه (الفؤاد )الذي لا يمكن العيش بدونه فالأم بأبسط التعابير البشرية ماهي إلا فؤاد البشر فهل تري امة تعيش بدون فؤادها وانظر إلى مريم عليها السلام وهي تفاجئ بما لم يخطر علي قلب بشر ولم تعرف الأمم والشعوب حدثا مثل هذا تحمل دون أن يمسسها بشر وتلد بعيسي عليه السلام والأشد والادهي عدم مقدرتها عن الدفاع عن نفسها تقف مذهولة مرعوبة من هول الموقف واستنكار الناس لفعلها شخصيا }يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا{ قل لي بربك لو كانت أقوى امرأة في الكون في هذا الموقف ماذا سيكون جوابها او ردة فعلها 0 ولو لم يُنطق الله عز وجل هذا الطفل عليه السلام ويُسكت كل الأفواه إلى قيام الساعة لأصبح العداء للمرأة واتهامها يكاد يكون هو ديدن العلاقة بين الرجال والنساء ولن يخرج منهن واحدة تدافع عن عرضها ولاعن شرفها حتى يبعث الله من تحتها غلاما مثل عيسي عليه السلام يدافع عن أمه وهذا لن يحدث أبدا بعد مريم وعيسي عليهما السلام , إلا بأمر الله عزً وجًل. ولو عشت معاناة أم إسماعيل عليه السلام (هاجر) في وادي غير ذي زرع ويتركهما أبو الأنبياء إبراهيم الخليل عليه السلام إلى أن يكبر ابنها ويشتد عضد ه وهي تصارع الأهوال من اجله وهي ادوار في الحياة لا يستطيع أن يقوم بها ولا يتقنها الرجال0 والمرأة لن تكون مثار شك أو جدل إلا في المجتمعات التي لا تدرك مغبة مثل هكذا مشاعر متناقضة تجاه مخلوق التشكيك في أخلاقها يعني هدم امة بأكملها وخلق مساحات كبيرة من الضياع لا يمكن إدراك مغبتها ولا توقع نتائجها بل بكل معاني الصدق لو وجهت الاتهامات للمرأة ,لن يقوم للمجتمع بعدئذ قائمة أخلاقية يرتكز عليها في حياته كالذي حدث مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها توقف كل شي في المدينةالمنورة حتى ابتسامة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم وبشاشة وجهه لكن الذي لم يتوقف هو حديث الناس وتأويلاتهم( لحادثة) الإفك وعائشة رضي الله عنها تعتصر ألما وتطلب من أمها وهي اقرب مخلوق لها وتربت في مدرستها قبل زواجها ثم تلوذ بابيها الذي صنع فيها كل القيم الفاضلة وأتقنها بكل المعايير الاخلاقيه وإلا لما أقدم صلي الله عليه وسلم من الزواج منها ثم تطلب من الرسول صلي الله عليه وسلم وهو الذي رباها في بيت النبوة أن يقول شيئا في شأنها وهنا لو اطبقت السماء علي الأرض أهون عليها من معانات دقيقة واحدة في كرب كهذا 0 ولكن الذي أنقذ فؤاد أم موسي وبراء مريم وانطق عيسي لابد ان ينطق الحقيقة ويسد أفواه الأفاكين وينزل الوحي بطهرها ونزاهتها 0 والمرأة هي الأم التي ارتبط رضا الخالق عز وجل برضاها وجعل الجنة تحت أقدامها مطلب كل مؤمن بالله هي منتهي مايصبو إليه ,الم تكن المرأة هدية الله لأهل الأرض لإعمارها مع الرجل وفي الجنة (قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولاجان) هذا في ميزان خالق الأرض والسماء 0 فما هو وزنها في كفة ميزان البشر علما بان المقارنة لاتجوز بين عدل الخالق وبين المؤمل من عدل المخلوق الذي هو مستخلف لإعمار الكون والذي يطلب مرة مساواتها بالرجل ومرة يطالب بإعطائها حقوقها ومرة أخرى يسلبها كل شئ علي أنها أخذت أكثر مما تستحق ومن يقرر مثل هذا هل هي الانظمة ؟ ام القوانين البشرية؟ أم الحاجة لها هي التي تفرض إن كان لها حقوق ؟ وإذا انتهي دورها ولم نعد نحتاج منها إلا مايملأ مخلب الطائر المفترس نرفض أن تعطيها ابسط حقوقها وهو أن تعيش بكرامة فؤاد الامة0 لقد اعجب الكثيرون بثورات الربيع العربي التي في رأي نسفت الأنظمة التي استهلكت المرأة وجعلتها وقودا لانظمة استبدادية صنعتها نصف او لاشئ في بعض الأحيان فكان لها فرص ذهبية في الربيع العربي وقادة المسيرات وضحت بالغالي والنفيس وبأولادها وإخوانها ومالها وبنفسها علها تجد في هذا التوجه الجديد موقعا يتلائم مع شخصيتها وطموحها ولكن حدث مالم يكن بالحسبان قالوا لايوجد في الدستور مكان لزوجة الرئيس ولهذا اقدم رئيس فرنسا الجديد (هولند) علي اصطحاب عشيقته في أداء القسم وتوديع الرئيس السابق وهو سلوك لاتقره الشرائع السماوية وأضاف سبع وزيرات منهن اثنتان من اصول عربية وهو طريق طويل جدا لجعلها وقودا لمشاريع بعيدة المنال. ولايوجد في الدستور السيدة الاولي ولايجب ان تظهر في المناسبات الرسمية وكثرت اللآت إلى درجة أني لم اعد اصدق مايدعون اليه. إذا ماذا تريدون منها؟ لقد دأبت كثير من المجتمعات علي استنهاض همم الامة من خلال الأم التي دفعت بكل غال إلى ساحات النصر فلم تبخل بالغالي والنفيس وبقيت, مدي الدهر تضحي من اجل الآخرين ولاتطالب لنفسها بميزة علي خارطة الأدوار الريادية والقيادية ومع هذا كله يقولون عنها أنها نصف المجتمع وليتها بقية علي ذلك إذ تنصل منها زعماء ثورات الربيع ونسوا كل ماقدمته من اجل الثورة .والربيع بدونها كأشجار الزينة في أركان الصالونات' ولاتستغرب إن استعار الكاتب شطر بيت من النابغة الذبياني ( سقط النصيف ولم ترد إسقاطه) فلم ترد أن تكون نصف ولكن المجتمع أراد لها ذلك فعندما أحس انها تطالب بأكثر أعادها إلى مرتبة اقل لتبدءا مشوار المطالبة بحقها المشروع ولترضى من اللحم بعظم الرقبة وهذا دليل علي ان العالم بأسره يتنصل مما يتوجب عليه للمرأة حتى ولو رفع شعارت ولم يبقى لها ملاذ وهو رأس المال الذي تفخر وتعتز به الا وهو الدين الحنيف ويبدو لي ان كفتي ميزان الثورات لم تعد تستوعب المرأة الآن فهي مشروع مستقبلي لثورة أخرى عنوانها ؟؟؟ (وفي حينه يكون فعًال ومتناسب مع ظروف الشعوب)