الأطفال هم أمل الوطن المشرق ، وهم رجال المستقبل ، وهم المصابيح لننير لهم طريق المستقبل. اهتم الإسلام بتربية الأطفال اهتماما بالغاً ، واهتمت الأسرة بتربية ورعاية أطفالها على المبادئ والأسس التي نادى بها ديننا الإسلامي الحنيف. وتأكيدا لهذا الاهتمام فقد انضمت المملكة العربية السعودية إلى الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل عام 1408 ه الموافق 1989م(1). ومن هذا المنطلق اهتمت المملكة ممثلة بوزارة التربية والتعليم بإيجاد برامج عديدة منها مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين ، وبرامج دور التربية الاجتماعية للبنين والبنات وبرامج تأهيل المعاقين مهنيا واجتماعيا وصحيا وبرامج رياض الأطفال ومراكز المعاقين بنين وبنات وبرامج كفالة الأيتام ومساعدة اسر الأطفال المعاقين بالنسبة للأطفال غير العاديين(2) وأنني اقدم الشكر والتقدير لرائد نهضتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – حفظه الله- على رعايته واهتمامه ببرامج الطفولة وماقدم من دعم سخي إيماناً منه بأن الطفولة صانعة المستقبل. وتعتبر الطفولة من أهم المراحل التي يمر بها الإنسان في حياته لأنها تترك أثرا كبيرا في تكوين الشخصية مدى الحياة. وعلى الرغم من الجهود التي بذلت من اجل رفع مستوى أداء أدب الأطفال إلا أن غالبية الدراسات والبحوث والمؤتمرات واللقاءات الأدبية تشير إلى أن أدب الأطفال لم يحظ بنصيب وافر من الاهتمام الكافي. ويرى الباحث أن السبب يكمن في الأدباء والكتاب الكبار الذين مكثوا حقبه من الزمن في أبراجهم العاجية فكتبوا عن أدب الكبار وتجاهلوا أدب الصغار. الأمر الذي أدى إلى ندرة كبيرة في المصادر والمراجع العربية. أما في وقتنا الحالي فقد بدأ الاهتمام بأدب الأطفال في الدول العربية بوجه عام وبوجه خاص في المملكة العربية السعودية ، حيث تجرى المسابقات الأدبية في الشعر والقصة والأناشيد والمسرحيات وترصد لها جوائز مالية تشجيعية للمبدعين الصغار وعلى الرغم من العناية والاهتمام بأدب الأطفال لم تظهر دراسات أدبية نقدية جادة لأدب الأطفال وتطوره تجمع بين ثناياه صوراً والوناً أدبية يمكن الرجوع إليها كدراسة مركزة وتفي بالغرض في هذا المجال على حد علم الباحث. ودراسة أدب الأطفال تحقق العديد من الأهداف اللغوية والتذوقية والمعرفية والعقلية والخلقية والاجتماعية والنفسية والوجدانية في ضوء المحتوى المناسب للبرنامج،والمعلم القدير المشرف على البرنامج والقادر على إدارة الصف لمراعاة مراحل النمو ، والمكان المناسب الجيد ، وتوفير الخامات والأدوات المطلوبة من مسرح مجهز وإذاعة ومصادر متقدمة وأنشطة أدبية تراعي الميول والقدرات والاتجاهات كل هذه الأمور تؤدي إلى تحقيق أهداف أدب الأطفال. ولكي نبني أمة عظيمة تخدم نفسها وتحب الآخرين ويكون لديها قدرة على الحوار فعلينا أن نبدأ بالناشئة ونغرس فيهم عن طريق الأدب حب الله ورسوله الكريم ، وقراءة سيرته العطرة ، وحب الوالدين واحترام الجار ، وحب الآخرين والبشاشة في وجوههم ، ومحاربة العنف والتطرف والإرهاب من خلال برامج أدبية مثمرة تقود الأجيال إلى طريق الهداية والرشاد. أن أدب الأطفال ينمي العلاقات الإنسانية في ضوء العمل الجماعي ، والعمل بروح الفريق الواحد من خلال البرامج الأدبية التي يشترك فيها الأطفال ، ويتحقق فيها مايسمى بالاندماج الاجتماعي. إننا في عصر التقدم والازدهار والعولمة والتقنية بحاجة إلى الاهتمام بالطفولة ورعايتها لأننا في هذا العصر عصر الضغوط النفسية والظروف الاقتصادية وآلات الحرب والدمار والخوف والقلق والمشكلات الأسرية وحالات الطلاق والتشتت الأسري ، كل هذا يجعل من الأدب متعة نفسية وتخفيفا للآلام والجراح بسماع الكلمة الجميلة والخيال الواسع والاستمتاع باللغة الرقيقة التي تحتاج منها الى إيجاد الثقة والتوازن النفسي للأطفال في ظل تلاطم مشكلات الحياة وصعوباتها. والواقع أن ينابيع الأدب الصافية تنمي حاسة التذوق الأدبي لدى الأطفال وتصقل شخصياتهم وتربطهم بتراثهم الأدبي المجيد وباللغة العربية لغة القران الكريم والسنة النبوية الشريفة بما فيها من كنوز ثمينة تسهم في تحسين أخلاقهم وشمائلهم وتهذيب سلوكهم وترقية وجدانهم والنظر إلى الحياة بمنظار التفاؤل والأمل حسب طبيعة النص الأدبي المعطى لهم،وما يشتمل عليه من معان سامية وإشباع موسيقي ونغم متدفق مما يزيد إعجابهم بالحياة. المراجع: (1) وزارة المعارف سابقاً،الشؤون الثقافية:حقوق الطفل، الأمانة العامة للجنة الوطنية السعودية للطفولة:الرياض عام 1424 ه 2003. ص5. (2) وزارة المعارف سابقاً(المرجع السابق) ص11.