أعلم بأنني لم آت بشيء جديد ، وأعلم بأنهم لن يفعلوا شيئا جديدا ، وأعلم بأنها معاناة عامة وإن تفاوتت الأضرار ، فلله درنا من شعب صبور ، إنها أعظم صفة اكتسبناها نحن - السعوديين - في هذا الزمن العجيب ، من حقي أن أعترض ، من حقي أن أبدي ما يجول في خاطري ، ولكن ليس من حقهم تجاهلي وكأنني هامش لا ينظر إليه . يا هؤلاء إن كنت على خطأ فنبهوني ،فلعلي غافل عما يدور حولي ، ولعلي لا أفقه شيئا ، على العموم إليكم الحكاية : في يوم جميل في أوله مأساة في آخره خرجت من منزلي للسوق كي أشتري ما يحتاجه منزلي من مواد أساسية ، لاحظوا معي \" أساسية \" باسم الله بدأت ، وعليه توكلت ، أخذت من هنا وهناك ، ومن هذه وتلك حتى انتهيت ، حان وقت الدفع ، يا إلهي \" الأسعار نار \" في هذه اللحظة تذكرت أصحابنا ممن يترززون في الإعلام وشعارهم \"الوضع مضبوط والأسعار مراقبة وسنضرب بيد من حديد .....\" تعرفون بقية الكلام فقد حفظناه مثل حفظنا لأسمائنا ، المهم عزيت نفسي ولو كذبا هذا حال العالم أجمع. في الليل في جلسة سمر مع جاري أبو محمد أشكو الغلاء له ، قاطعني قائلا \" لاتشكي لي وأبكي لك الحال من بعضه \" ، لكنه نبهني لنقطة جديدة ، إن محلات حينا نفسها تتفاوت أسعار سلعها ، كل حسب هواه يزيد ، لاحسيب ولا رقيب ، لكنني لا ألومهم فاللوم تعرفون يقع على من ، إنهم يغطون في نوم عميق ، إن إخواننا في الله \" طاستهم ضايعة \" أنهم زمرة فقدوا الإحساس بالمسئولية والأمانة الملقاة على عاتقهم ، والأدهى والأمر أنهم يشربون معنا من نفس الكأس ، ولكن ماذا أقول لأناس بالعربي \" إحساسهم بليييد \" .