ضوئية من تصريحٍ لولي العهد في فبراير الماضي عن الموقف من مجلس الأمن (الشرق) بيانٌ سعودي يعتذر عن قبول العضوية غير الدائمة. ولي العهد أكَّدَ قبل ثمانية أشهر أن المملكة ستُدير ظهرها إلى المجلس. الرياض: السماح للأسد بقتل شعبه دليلٌ دامغ على عجز مجلس الأمن الرياض – واس اعتذرت المملكة عن قبول عضوية مجلس الأمن للعامين المقبلين «حتى يتم إصلاحه وتمكينه من تحمُّل مسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلم العالميَّين»، بحسب بيانٍ صدر عن وزارة الخارجية في الرياض. وقالت الخارجية، أمس الجمعة، إن السماح للنظام الحاكم في سوريا بقتل شعبه وإحراقه بالسلاح الكيماوي على مرأى ومسمع من العالم أجمع ودون مواجهة أي عقوبات رادعة دليلٌ دامغ على عجز مجلس الأمن عن أداء واجباته وتحمُّل مسؤولياته. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة انتخبت المملكة واحدة من خمس دول أعضاء غير دائمين جدد في مجلس الأمن الدولي بعد الحصول على 176 صوتاً من أصل 193 في الاقتراع الذي انعقد في مقر الأممالمتحدة بنيويورك أمس الأول الخميس، واختارت الجمعية العامة المملكة لتمثل منطقة آسيا والمحيط الهادي مدة سنتين. وأوضح بيان الخارجية أن المملكة ترى أن آليات العمل وازدواجية المعايير الحالية في مجلس الأمن تحول دون قيام المجلس بأداء واجباته وتحمُّل مسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم العالميَّين على النحو المطلوب، ما أدى إلى استمرار اضطراب الأمن والسلم، واتساع رقعة مظالم الشعوب، واغتصاب الحقوق وانتشار النزاعات والحروب في أنحاء العالم. وفيما يلي نص البيان: «يسر المملكة العربية السعودية بداية أن تتقدم بخالص الشكر وبالغ الامتنان لجميع الدول التي منحتها ثقتها بانتخابها عضواً غير دائم في مجلس الأمن للعامين المقبلين. وإن المملكة العربية السعودية وهي عضو مؤسس لمنظمة الأممالمتحدة لتفتخر بالتزامها الكامل والدائم بمقاصد ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة إيماناً منها بأن التزام جميع الدول الأعضاء التزاماً أميناً وصادقاً ودقيقاً بما تراضت عليه في الميثاق هو الضمان الحقيقي للأمن والسلام في العالم. وإذا كانت الدول الأعضاء في منظمة الأممالمتحدة تعتبر الظفر بعضوية مجلس الأمن -المعنيِّ حسب ميثاق المنظمة بحفظ الأمن والسلم العالميَّين شرفاً رفيعاً ومسؤولية كبيرة لكي تشارك على نحو مباشر وفعال في خدمة القضايا الدولية- فإن المملكة العربية السعودية ترى أن أسلوب وآليات العمل وازدواجية المعايير الحالية في مجلس الأمن تحول دون قيام المجلس بأداء واجباته وتحمُّل مسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم العالميَّين على النحو المطلوب، الأمر الذي أدى إلى استمرار اضطراب الأمن والسلم، واتساع رقعة مظالم الشعوب، واغتصاب الحقوق، وانتشار النزاعات والحروب في أنحاء العالم. ومن المؤسف في هذا الصدد أن جميع الجهود الدولية التي بُذِلَت في الأعوام الماضية، وشاركت فيها المملكة العربية السعودية بكل فعالية، لم تُسفر عن التوصل إلى الإصلاحات المطلوب إجراؤها لكي يستعيد مجلس الأمن دوره المنشود في خدمة قضايا الأمن والسلم في العالم. إن بقاء القضية الفلسطينية دون حل عادل ودائم لخمسة وستين عاماً، التي نجم عنها عدة حروب هدَّدت الأمن والسلم العالميَّين لدليل ساطع وبرهان دامغ على عجز مجلس الأمن عن أداء واجباته وتحمُّل مسؤولياته. وإن فشل مجلس الأمن في جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل، سواء بسبب عدم قدرته على إخضاع البرامج النووية لجميع دول المنطقة دون استثناء للمراقبة والتفتيش الدوليَّين، أو الحيلولة دون سعي أي دولة في المنطقة لامتلاك الأسلحة النووية، ليُعدُّ دليلاً ساطعاً وبرهاناً دامغاً على عجز مجلس الأمن عن أداء واجباته وتحمُّل مسؤولياته. كما أن السماح للنظام الحاكم في سوريا بقتل شعبه وإحراقه بالسلاح الكيماوي على مرأى ومسمع من العالم أجمع ودون مواجهة أي عقوبات رادعة لدليل ساطع وبرهان دامغ على عجز مجلس الأمن عن أداء واجباته وتحمُّل مسؤولياته. وبناءً على ذلك، فإن المملكة العربية السعودية، وانطلاقاً من مسؤولياتها التاريخية تجاه شعبها وأمتها العربية والإسلامية، وتجاه الشعوب المحبة والمتطلعة للسلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم، لا يسعها إلا أن تُعلن اعتذارها عن قبول عضوية مجلس الأمن حتى يتم إصلاحه وتمكينه فعلياً وعملياً من أداء واجباته وتحمُّل مسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلم العالميَّين». القرار السعودي يتوافق مع تحذيرٍ سابق لولي العهد الدمام – الشرق الأمير سلمان بن عبد العزيز جاء قرار المملكة الصادر أمس الجمعة برفض قبول العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي متوافقاً مع تحذيرٍ أطلقته القيادة في فبراير الماضي، وتحديداً خلال مؤتمر القمة الإسلامية ال12. ففي افتتاح هذا المؤتمر في القاهرة، قال ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، في كلمةٍ ألقاها إنابةً عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إن «مجلس الأمن هو الكيان الدولي المعنيُّ بتحقيق الأمن والسلم الدوليَّين، وإذا فشلنا في جعله يهبُّ لنصرة الأمن والسلم الدوليَّين في كل من سوريا وفلسطين ووقف أعمال العنف التي تمارس ضدهما، فعلينا أن نُدير ظهورنا له وأن نعمل على بناء قدراتنا لحل مشكلاتنا بأنفسنا». ومطلع هذا الشهر، ألغت المملكة كلمتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، تعبيراً عن الاستياء من جمود الموقف الدولي تجاه القضيتين السورية والفلسطينية، وهي سابقة أولى من نوعها. أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال انتخاب الأعضاء الخمسة الجدد (إ ب أ)