أكد مختصون، أن الخوف وعدم الأمان من أهم العوامل التي تقود الطفل إلى الكذب، مشيرين إلى ضرورة منح الطفل مساحة من الاستقلالية وحرية التعبير لحمايته من الكذب. وأوضحت الاختصاصية الاجتماعية فتحية صالح أن أهم أسباب الكذب لدى الأطفال هو الخوف وعدم الشعور بالأمان، الذي ينشأ عن استخدام أسلوب المحقق مع الطفل، أو عقابه بشدة عندما يتصرف بشكل خاطئ؛ ما يضطره للكذب دفاعا عن نفسه، والنجاة من العقوبة. كما أن هناك أطفال يكذبون بالخيال، فيعطون لأنفسهم بالخيال ما هم محرومون منه حقيقة، مشيرة إلى أن تكرار وصف الطفل بالكذاب، يعزز هذا السلوك. وتشير الاختصاصية أن طرق علاج هذا السلوك تكمن في استخدام الحوار والتفاهم مع الطفل، والأهم إشعاره بالأمان، ومنحه المساحة والحق للتعبير عن مشاعره ورأيه بصدق، واحترام استقلاليته، ومن ذلك قبول عيوبه والعمل على تعديلها، وأن نحذر من ترديد كلمة (يا كذاب) حتى لا نخزن في عقله الباطن صورة الكذاب عن نفسه، فتحركه هذه الصورة نحو الكذب تلقائياً، خلاف ما لو كانت الصورة التي تطبعها في ذهن الطفل عن نفسه صورة مشرقة، ولذلك يجب على الوالدين أن يخزنا في عقل ابنهما الصفات الحميدة التي يريدان زرعها فيه، وأن يرسلا هذه الرسائل باستمرار. فيما أكد المرشد التربوي عبد الله السعد أن أفضل طريقة لتهذيب سلوك الطفل وزرع الأخلاق الحسنة داخله أن نهذب أنفسنا لنكون قدوة صالحة له، لأن الوالدين هما قدوة الطفل الأولى، وهو يرى فيهما الكمال وأي اهتزاز في صورتهما، يحدث تشويشا في قناعاته ومعتقداته يقوده للخطأ، ويضيف أن دور المعلم في المدرسة يأتي مكملاً لدور الوالدين، فالمعلم يربي قبل أن يكون معلما، وهو في الغالب القدوة الثانية للطفل بعد والديه، كون المدرسة هي مجتمعه الثاني بعد المنزل.