استبشر الكل بوعد أمريكا بضرب قوات الأسد ومعاقبته على استخدام السلاح الكيماوي وظن الجميع أن صور الأطفال الذين قتلوا بالكيماوي حرك ضمير أمريكا والغرب واستدعى قيمها ولكن بعد المبادرة القذرة الروسية المحتوية على إخضاع الترسانة الكيماوية للرقابة الدولية والتعهد بتدميرها وبعد قبول أمريكا بهذه المبادرة كحل وضمانها موافقة الأسد عليها خفت حدة التهديد وضعفت فرصة التدخل العسكري الأمريكي. إذاً هذا التدخل وضح أنه ليس من أجل نصرة الأبرياء في سوريا وأخذ حقهم وإنما من أجل حماية إسرائيل التي ذعرت من وجود هذه الأسلحة وخافت من وصولها إلى مليشيا حزب الله. لأنه حتى لو طبقت هذه المبادرة ودمرت الأسلحة الكيماوية سيستمر الأسد بقصف شعبه بالصواريخ الروسية ولن يرعوي عن قتل الأبرياء. لذا الشعارات الأمريكية المنادية بالعدالة وحفظ حقوق الإنسان بانت بأنها شعارات زائفة وانكشف الوجه العنصري والمادي النفعي في علاقاتها مع الدول. والإصرار على الحل السياسي بدلاً عن الحلّ العسكري هو أمر عبثيّ لأن أيّ حلّ سياسيّ حتى وإن عزل الأسد فهو سيُبقي حزب البعث العبثيّ وسيُبقي جيش الأسد الخائن الذي تلطخت يده بدماء السوريين وهو صاحب الانقلابات العسكرية المعروفة والولاءات الخارجية الطائفية فلن يكون أميناً على حفظ مكتسبات الثورة السورية. ولو بقيت بقايا من النظام الحالي فإن أذرع حزب الله ستبقى وسينتقل السلاح الكيماوي إليها. لذا الحلّ طال الأمد أو قصر سيكون بالتدخل العسكري وإذا قبلت أمريكا بالمبادرة الروسية واكتفت بها فستُضيّع فرصة قد تحتاجها إذا قررت الضربة بعد تطبيق هذه المبادرة وهذه الفرصة هي شبه الإجماع الدولي على هذا التدخل العسكري وستفقد تعهد الحلفاء بالدعم المادي والدبلوماسي لإنهاء هذه المهمة.