الرياض – محمد العوني عائلة الفقيدين: التحاليل أثبتت خلوَّ دَمِهما من الكحول لن نقبل التعويض وسنطلب إقامة الحد على المتسبب أكد أحد أقارب سعود غزاي القوس (23 سنة) الذي أصيب بعد مطاردته مع أحد أقاربه من دورية لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمس الأول في الرياض، أن الفحوصات التي أجريت لهما أثبتت خلو دمائهما من أي أثر للكحول على عكس اتهامات الهيئة لهما بأنهما كانا مخمورين. سعود القوس الذي توفي أمس وقال يزيد القوس ل «الشرق» إن عمه الآن بحالة وفاة إكلينيكية بعد إصابته البليغة التي تعرض لها في الحادث الذي شهد وفاة قريبه ناصر القوس (24 سنة). وذكر نقلاً عن الطبيب المتابع أن عمه أصيب بكدمة في مقدمة الوجه تحت العين اليمنى بجوار الأنف وأخرى في أعلى الرأس وكسر في الجمجمة وانقطاع عرق تسبب في نزيف في غشاء المخ. مشيرا إلى أن مخه لم يستجب لأي إشارة وأن الفريق الطبي يحاول إعطاءه أدوية لسحب الدم من أعلى المخ، حيث لا يستطيعون إجراء عملية جراحية له. وأضاف أن أسرتي الشابين لم تعلما بالحادثة إلا بعد 20 ساعة من وقوعها، ومن خلال ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الصحف.: «أنا شخصياً قرأت الخبر أمس وشاهدت مقطع الفيديو والصور ولم أتوقع أنها سيارة عمي، خاصة أنهما كانا مدعوين على العشاء في منزلنا تلك الليلة وخرجا قبل الحادث بحوالي ساعتين لمقابلة أحد زملائهما ومن ثم العودة إلينا، إلا أنهما تأخرا مما دفعنا للاتصال بهما إلا أن هاتفيهما كانا مغلقين فتوقعنا أنهما قضيا الليلة عند زملائهما، لكن بعد صلاة المغرب في اليوم التالي وصلنا اتصال أخبرنا عن تعرضهما لحادث ونقلهما إلى مستشفى دلة شمال الرياض». وقال إن شهود العيان الذين قاموا بتصوير الواقعة سيكونون عونا كبيرا لهم في متابعة القضية. مشيرا إلى أن أعضاء بالهيئة راحوا يلقون بالتهم جزافا وحاولوا تشويه سمعة الشابين واتهامهما بشرب المسكر إلا أن التحاليل المخبرية أكدت بطلان هذا الاتهام. عندها طلب أعضاء بالهيئة تشريح جثة ناصر ونقلها من مستشفى دلة إلى مجمع الملك سعود الطبي (الشميسي). وذكر يزيد :«ذهبت إلى مركز شرطة العليا للاستفسار عن القضية فرفض منسوبو المركز دخولي وطلبوا مني التوجه لهيئة التحقيق والادعاء العام، وهناك شاهدت سيارتي الهيئة من نوع «سكويا»، و«أكسبديشن» محجوزتين أمام المركز، وشاهدت آثار صدمات في الصدام الأمامي لجيب ال«سكويا». وأضاف أنه علم من أحد الاشخاص أن اثنين من أعضاء الهيئة اعترفا بمطاردة الشابين، وذكرا في أقوالهما أن السيارة كانت مظللة ولم يكونا يعلمان عدد ركابها الذين قالا إنهم في حالة سكر حسب ما لاحظوه من تصرفاتهم، على حد قولهم. وأكد يزيد ثقتهم بأن التحقيقات ستأخذ مجراها وأن أصحاب الحق سينالون حقهم وستتم محاسبة المخطئين، لأن القضية كما يراها فيها جانب جنائي بسبب تعرض سيارة عمه للصدم ثلاث مرات في أماكن مختلفة، وكذلك هروب المتسببين في الحادث بعد سقوط السيارة، إضافة إلى تشويه سمعتهما بعد الحادثة وقذف زجاجة مسكر من نافذة السيارة. ناصر القوس الضحية الأولى وأشار يزيد إلى أن ناصر القوس أعزب وتخرج العام الماضي في جامعة شقراء تخصص إدارة أعمال ويسكن مع جده في محافظة عفيف ويقوم بخدمته ورعايته، وكان قد وصل الرياض مساء الخميس الماضي من أجل البحث عن وظيفة وكانت لديه مقابلة في بنك الادخار والتسليف وكذلك لدى البريد السعودي، وكل من يعرفه يعلم أنه محافظ على الصلاة وكثير النصح لمن حوله، ومحب لعمل الخير، وحسن السيرة والسلوك وغير مدخن، أما سعود فأعزب أيضا ويعمل في الدوريات الأمنية بمنطقة الرياض برتبة جندي أول. من جهته قال مسلط جلوي القوس أحد أقارب الشابين: «اتصل بي سعود الساعة التاسعة مساء وطلب مني مرافقتهما إلا أنني ترددت في الاستجابة لهما وذهبت مع عدد من الأصدقاء، ثم اتصلت بسعود الساعة الواحدة صباحاً أي قبل الحادثة بدقائق فأجابني بأنه قريب من شارع التحلية وسيعود للمنزل بعد دقائق، إلا أنه تأخر في العودة فعاودت الاتصال به إلا أن هاتفه كان مغلقا فتوقعت أنه ربما سيقضي الليلة مع أصدقائه في إحدى الاستراحات. وأضاف: تلقيت مكالمة جماعية مساء أمس الأول من شخص وصف نفسه بفاعل خير وكان معه أشخاص آخرون ولم أفهم ما يريده حيث كان يقول (هذه دنيا وابن آدم ماله إلا العمل الصالح، وذكرني بموقف حصل أمس، واللي صار مقدر ومكتوب) فسألته ماذا يريد فرد بأنه فاعل خير. وفهمت من خلال الحديث أنه من طرف أعضاء بالهيئة فتجاهلت مكالمته وأغلقت الخط.