أشار الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود المتخصص بالجيولوجي الدكتور عبدالعزيز بن لعبون أن القارة القطبية لا سيادة لأحد عليها وأنها محمية طبيعية مخصصة للعلم والسلام حسب اتفاقية أنتاركتيكا لسنة 1959م ، لافتاً أن المعدل السنوي لدرجة الحرارة في القارة الجنوبية 35 درجة مئوية تحت الصفر، وأن النرويجي رواَلد أميونديسين هو أول مستكشف وصل إلى قطب الأرض الجنوبي في 14 ديسمبر 1911م ، ومحطتها الأولى "أميونديسن – سكوت الأمريكية للدراسات العلمية" على ارتفاع 2835 متر عن منسوب سطح البحر. وتناول تضاريس القارة القطبية مستعرضًا بالصور أشكالاً مختلفة لجليد السواحل والأنهار المتجمدة والخلجان الضيقة والبحار الجليدية والسفوح المعشبة والجزر البركانية وبحيراتها الجميلة والحياة الفطرية للفقمات والبطاريق التي تتجمع بمئات الآلاف والطيور والحيتان والأسماك والروبيان والجليد الذي تجمع خلال ملايين السنين فيها إذ تحتوي على 90% من جليد الأرض و70% من المياه العذبة في العالم ، ويغطي الجليد حوالي 12.267 مليون كلم مربع على القارة، وهي أعتى القارات رياحًا حيث أن متوسط سرعة الرياح فيها 130 كم/ ساعة، مشيرًا إلى أن الصيف يبدأ في القارة من سبتمبر إلى مارس تكون فيه الشمس فوق الأفق ويستمر الشتاء من مارس إلى سبتمبر لا شمس فيه على الإطلاق وأن مايو ويوليو ظلام دامس عدا ضوء القمر، جاء ذلك في محاضرة له صباح امس بخميسية الجاسر الثقافية وأدارها الدكتور عبدالعزيز الغزي. وأوضح بن لعبون ، أن أهم الفوائد التي عاد بها خلال مشاركته في البعثة الاستكشافية للقارة القطبية الجنوبية هي الفرصة التي سنحت له بالتعريف بسماحة الإسلام ورسالته للإنسانية والتعريف بالمملكة ونهضتها في جميع مناحي الحياة وإبراز المستوى العلمي لجامعات المملكة وجامعة الملك سعود خاصة وتنوع تخصصات كلياتها وجمعياتها العلمية، وفتح مجالات تعاون البحث العلمي بين متخصصين في جامعة الملك سعود مع خبراء ومتخصصين وجامعات في مجالات علمية وخاصة دراسات الصخور الجليدية، وتمثيل الكادر العلمي لجامعة الملك سعود في بعثات علمية استكشافية متميزة مثل هذه البعثة، والتعرف على أحدث ما تم التوصل إليه البحث العلمي في مجالات الدراسات الجيولوجية وخاصة الجليدية ودراسات التغيرات المناخية عن طريق تبادل الخبرات مع عدد من أساتذة هذه التخصصات، وفتح مجالات البحث العلمي في موضوعات جديدة منها البيئات البحرية والجليدية والحياة الفطرية والتغيرات المناخية والبيئية وغيرها، ومعرفة جيولوجية القارة القطبية الجنوبية والتعرف على بيئات الترسيب الجليدية وآثارها وتأثيرها على الصخور يساهم في التعرف على طبقات الصخور التي ترسبت في بيئات مشابهة لها في طبقات صخور المملكة التي ترسبت في مختلف العصور الجيولوجية. وبين بن لعبون ، أن الجمعية الجيولوجية الأمريكية هي التي نظمت الرحلة التي ضمت أكثر من 13 خبيرًا ومحاضرًا عالميًا في تخصصات الدراسات الطبيعية, وشارك فيها 96 عضوًا من20 دولة، موضحاً أن أبرز علامات المساهمة العلمية في البعثة تتلخص في مناقشة أبحاث ومحاضرات حول الفترات الجليدية في المملكة العربية السعودية وربطها بالفترات الجليدية التي تعرضت لها الأرض خلال عمرها الجيولوجي، ومناقشة ما توصل إليه من دراسات واكتشافات مع علماء من مختلف أنحاء العالم المشاركين في هذه البعثة العلمية لتبادل المعلومات والخبرات، وربط جيولوجية المملكة بجيولوجية القارات الأخرى عندما كانت متصلة ببعضها مكونة قارة واحدة تعرف باسم (جوندوانا لاند). وأوضح ، أن فترة الدراسة والإبحار استغرقت 25 يومًا, حيث اشتمل البرنامج على جولات ميدانية جيولوجية مشيراً الى أن أهمية البعثة والبحث الميداني يأتي ضمن خطة جامعة الملك سعود في رفع المستوى العلمي لمنسوبي الجامعة عالميًا وتبادل الخبرات مع أساتذة جامعات عالمية، وتعزيز ما تم دراسته من صخور جليدية في المملكة واكتشافه حديثًا من دلائل على امتداد جليد العصر الجليدي في عصر البلايستوسين في شمال غرب المملكة في منطقة مدين. والذي أُقيم في مؤتمر جيولوجي عالمي ونُشر في مجلة علمية مصنفة ضمن قائمة المعهد العلمي العالمي (ISI). و أختتم بن لعبون محاضرته على وجود علاقة مباشرة ووثيقة لأهداف البعثة العلمية وخاصة في جانبها الجيولوجي بجيولوجية شبه الجزيرة العربية عمومًا والمملكة خصوصًا, في كون القارات الحالية للأرض كانت قبل حوالي 135 مليون سنة مجتمعة في قارة واحدة تعرف بجوندوانالاند, وبالتالي فإن صخور القارة القطبية الجنوبية تتشابه وصخور القارة الأفريقية وبضمنها الجزيرة العربية وخاصة صخور الفترات الجليدية قبل تجزؤ القارة إلى القارات الحالية، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن التعرف على دراسة آثار الجليد والبيئات الجليدية الحالية على الصخور يساعد على اكتشاف مثل هذه البيئات في صخور المنطقة . صور آخرى الرياض | حسين الحربي