دافع الطبيب الذي أجرى عملية فتق السرَّة ل «هيا الشمري، 45 عاماً»، التي انتهت بالتحام سرَّتها بأمعائها الدقيقة، ووفاتها السبت الماضي، عن نفسه، مؤكداً سلامة جميع الإجراءات الطبية التي قام بها أثناء العملية الجراحية. وقال المدير الطبي للمستشفى الخاص واستشاري الجراحة الذي أجرى لها العملية في مقر المستشفى الخاص: «راجعتني المريضة هيا الشمري في العيادة وشخَّصت حالتها حيث كانت تعاني من فتق في السرَّة فقررت إجراء عملية جراحية لإصلاح الفتق، وجرى إدخالها المستشفى قبل العملية بيوم لإجراء الفحوص الطبية المعتادة في مثل هذه الحالات وكانت جميعها سليمة، وأجريت العملية، ونقلت المريضة إلى قسم التنويم، وبعد التأكد من أن كل شيء على ما يرام سُمح لها بالخروج». وأضاف: «طلبت منها مراجعتنا بعد أسبوع لفك غرز العملية إلا أنها لم تعد مطلقاً، ولم أرها أو أسمع أي شيء عنها إلا حين وصلنا من مديرية الشؤون الصحية أن شقيق المريضة رفع شكوى، يتهمني فيها بالتسبب لشقيقته بخطأ طبي». وتابع: «تواصلت بعد الشكوى مع مستشفى الملك فهد التخصصي حيث كانت حينها لا تزال منومة فيه وتأكدت من طبيبها أن صحتها تحسنت، غير أني فوجئت حينما علمت أنها توفيت». وأكد استشاري الجراحة أنه لا يستطيع إيجاد رابط بين العملية التي أجراها وبين المضاعفات التي حدثت بعد إجراء العملية لها بعد ثلاثة أشهر، وقال: «لو افترضنا أن ثقباً حدث خلال إجرائي عملية إصلاح فتق السرَّة لها، فمن غير المعقول أن تستغرق مضاعفات تسرّب سائل الأمعاء إلى تجويف البطن ثلاثة أشهر لتشعر بها المريضة، كون هذا يعد أمراً خطيراً يشعر به المريض خلال بضعة أيام و ليس أشهراً». ونوَّه إلى أنه جرى استدعاؤه من قبل مديرية الشؤون الصحية وأنه ملتزم بحضور كافة الجلسات. وأعرب الطبيب عن أسفه لوفاة المريضة، قائلاً: «أجريت مئات العمليات الجراحية الناجحة دون خطأ واحد خلال عملي في هذا المستشفى في السعودية طيلة 12 عاماً». وبحسب تقرير طبي صادر عن مستشفى الدمام المركزي (حصلت «الشرق» على نسخة منه) وتصريح رسمي من مستشفى الملك فهد التخصصي الذي أجرى لها عدة عمليات لإنقاذها، فإن هيا الشمري تعرّضت لخطأ طبي تسبب في حدوث ثقب في الأمعاء والتصاقات، ما أدّى لتسرب سائل الأمعاء إلى تجويف البطن وحدوث عديد من المضاعفات انتهت بوفاتها. وكانت المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية أصدرت قراراً بمنع الطبيب المتهم من السفر لحين الانتهاء من القضية المرفوعة ضده.