يستطيع خلف الحربي الذي تألق في الكتابة الساخرة أن يعيد للدراما السعودية رونقها إذا كرس وقته لهذه الحرفة، ويستطيع الحربي بموهبته التي اكتشفها متأخرا إنقاذ حسن عسيري وعبدالله السدحان وفائز المالكي وراشد الشمراني ومحمد العيسى من «قص ولزق» ومن الاسكتشات المدرسية التي خسرتهم قناعة المشاهد وفقدتهم ثقته. لم يكن «أبو الملايين» وواي فاي مدحا وتلميعا للسيناريست القادم بقوة خلف الحربي بل لأن أبطال الدراما توقفوا في المربع الأول واستمروا في جمع المقالات والتحقيقات الصحفية وتحويلها إلى أعمال فنية خلال شهر رمضان من كل عام ثم يعودون للسبات بانتظار «القص واللزق» لرمضان المقبل، في حين تمرد الحربي على هذا النهج التقليدي البليد. مخرج مسلسل «أبو الملايين» من أشهر المخرجين في منطقة الخليج ومع هذا ارتكب أخطاء فنية شنيعة خاصة في الحلقة الأولى وأنقذت موهبة حسين عبدالرضا وناصر القصبي العمل من السقوط المبكر وبعدها استقام الأمر لنشاهد عملا مقنعا للمشاهد على حساب السدحان وحسن عسيري وفايز الملكي. خلف الحربي سينقذ حسن عسيري والسدحان والمالكي من ورطة «القص واللزق» شريطة أن يطور أدواته وينمي خبراته وحبذا لو شاهد «مسلسل ونيس» لمحمد صبحي في أجزائه الخمسة ثم ينطلق من خلاله إلى عالم صناعة العمل الدرامي السعودي المختلف شكلا ومضمونا، وإذا أراد أبطال الدراما لدينا الخروج من إسطوانة التكرار والتمثيل المدرسي المرتجل فعليهم الاتجاه لنجم الكتابة الفنية الجديد «خلف الحربي» فهو طوق النجاة الحقيقي لهم وهو المرحلة الجديدة التي تعيد لهم شيئا من البريق.