استطاع باحثون بريطانيون تحديد طفرات جينية ربما تزيد إمكانية الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، خاصة لدى الأطفال، ووجدوا أن خللاً في الجين «بي تي إي إن» الذي يساعد في نمو الخلايا وانقسامها يحفّز على نمو الأورام السرطانية، وظهر أن هذا الخلل الجيني موجود لدى 80% من مصابي متلازمة» كاودن» الذين يُعدون تحت خطر الإصابة بسرطان الثدي والغدة الدرقية. وقال الباحثون «إن التحقيق في السبب الجيني الكامن وراء مرض الغدة الدرقية، أظهر تفاصيل مهمة تتعلق بالعلاج والفحص ونأمل في التوصل إلى الكشف الباكر عن المرض والعلاج الأنسب له»، وقد أفادت الدراسات أن استئصال الغدة الدرقية مبكراً قد يحول دون الإصابة بسرطان الغدة الدرقية النخاعي. ووفقا للدراسة التي نشرت في مجلة نيو إنجلاند الطبية يمكن للأفراد المقدر لهم الإصابة بسرطان الغدة الدرقية بسبب طفرات الموروثات الجينية تجنب الإصابة باستئصال الغدة الدرقية جراحياً في مرحلة الطفولة المبكرة. فالغدة الدرقية هي غدة في أسفل الحلق، وهي مسؤولة عن إنتاج الهرمونات التي تساعد في عملية الأيض، وبعض الناس معرضون لمخاطر عالية للغاية من تطوير نوع معين من سرطان الغدة الدرقية نتيجة لطفرة جينية موروثة، فالأشخاص الذين يعانون من طفرة في الجين RET أكثر عرضة للإصابة بسرطان الغدة الدرقية النخاعي وسرطانات الغدد الصماء، والأمل الوحيد لتجنب السرطان هوعملية جراحية لإزالة سرطان الغدة الدرقية قبل أن يتطور أوينتشر خارج الغدة الدرقية، ومن ثم عكف الباحثون في جامعة دووك وجامعة واشنطن على دراسة وتتبع حوالي خمسين حالة مصابة بسرطان الغدة الدرقية لمدة خمس سنوات على الأقل لإيجاد الدلائل والبراهين التي ترجح الاتجاه السائد نحو استئصال الغدة الدرقية في مرحلة عمرية مبكرة كأحد الإجراءات الاحترازية التي تقي الجسم الإصابة بسرطان الغدة الدرقية النخاعي. وخلصت الدراسة إلى أن المرضى الذين خضعوا لجراحة استئصال الغدة عند عمر19 سنة أو أصغر وبعد خمس-عشر سنوات من الجراحة أجريت لهم الفحوصات والتحاليل اللازمة وأظهرت النتائج أن 44 من إجمالي الخمسين حالة أي حوالي 88% غير مصابين بسرطان الغدة الدرقية النخاعي حيث تظل نسبة calcitonin عند مستواها الطبيعي في الدم ، والستة الآخرون مصابون بالمرض. وخلص الباحثون إلى أن الشباب مع طفرة جينية معينة من المعرضين لخطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية يتم شفاؤهم من المرض بعد الجراحة وليست لديهم دلالات أورام لمدة خمس سنوات على الأقل.