استغرب إمام الحرم المكي سابقاً الشيخ عادل الكلباني، بعض الردود التي يتلقاها عبر حسابه في «تويتر»، مما تدل على أن بعضهم لم ينشأ تنشئة سليمة وفق منهج ديني قويم. وقال في حديث خصّ به «الشرق»: ما نعانيه في مجتمعنا أننا لا نعرف أنصاف الحلول، فالمتلقي إما يحبك ويأخذ منك كل شيء أو يكرهك ويرفض منك كل شيء، فلا توازُن لدى بعضهم، مع أنه يُفترض أن أختلف معك ويبقى الود، وأعارضك في آراء كثيرة ويبقى الود بيننا ولا نكره بعضنا لأننا لم نتفق حول مسألة، وأرى أن مجتمعنا يحتاج كثيراً من الوقت لكي يتعوّد على الرأي والرأي الآخر. وحول آرائه التي يطلقها عبر حسابه، قال «أنا لا أحمل في قلبي على أي مسلم إلا الود والمحبة، ومن ضمنهم المشايخ والدعاة حتى وإن خالفتهم في بعض أطروحاتهم، إلا أنني أبقى لي شخصيتي المستقلة ولست نسخة كربونية منهم، ولكن يشهد الله أني أحبهم وأتمنى لهم كل توفيق». وعلّق الكلباني على رفض بعض المتابعين بعضَ تغريداته، قائلاً «إحدى مشكلاتنا أننا نضع للشخص صورة نمطية في مخيلتنا، فإن تجاوزها سلباً أو إيجاباً رفضناه ونريد أن نقيده حسب ما نراه نحن لا ما يراه هو، وهذا ما ألاحظه من بعض الردود التي تصلني، فإن ابتسمت قالوا ماذا أصابك أكيد أن «فيك بلاء»! وإن تجهَّمت قالوا متكبر! ويريدون أن أكون على حسب مواصفاتهم». وأضاف: «تويتر» هو تواصل اجتماعي وليس منبر خطبة أقول فيه ما أريد ثم أنصرف، بل هو تبادل آراء وتذكر ما عندك ويذكر لك متابعوك ما عندهم، وتبقى الأنفس سليمة من المشاحنة. وعرّج الكلباني حول تغريدته الأخيرة التي أثارت لغطاً بين متابعيه، عندما غرّد بصورة بعض المشايخ وهم على ظهور الخيل في إحدى الدول الأوروبية وعنون تغريداته بقوله « شرح عملي لمعنى الهياط»، قائلاً «هذه رسالة وجهتها للشباب من خلال حسابي، ولكي أكون قريباً منهم، لابد أن أكون ملماً ببعض ألفاظهم وأعيش مفرداتهم الشبابية التي لا يوجد فيها فحش في القول، وتغريدة الهياط كنت أنوي بها الوصول إلى معناها، وهي أن الهياط قول بلا فعل». وشدد الكلباني على أنه ضد أن يظهر الداعية بصور له وهو في تنزه أو لعب كره حتى وإن كان في رحلة دعوية، لأنه قد يعكس لدى المتلقي صورة مختلفة عما ينادي به الداعية في منبره أو مسجده. ونفى الكلباني اهتمامه ببعض الردود التي تنتقد بشكل ساخر شكله أو خلقته، حيث كانت تنعته بعض الردود بأن بشرته سمراء، وقال «أطالب بأن يكون حديثنا وفق منهج نبوي، ولنا في قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأبي ذر: (إنك امرؤ فيك جاهلية) عندما قال لعبده يا ابن السوداء، لأن فيها من الاحتقار المرفوض شرعاً»، مؤكداً عدم جواز القول ل»الكلب» يا «كلب» بنية الاحتقار لأنها من الهمز واللمز.