بدأت قوات الأسد مدعومة بنحو1300 من عناصر حزب الله وإيران والعراق معززين بنحو سبعين دبابة وآلية حملة عسكرية واسعة النطاق من منطقة المرج القريبة من مطار دمشق الدولي في محاولة لاقتحام مدن وبلدات الغوطة وبشكل خاص مدن دوما وعربين وسقبا، وقال ناطق باسم المكتب الإعلامي الثوري في الغوطة الشرقية بريف دمشق ل «الشرق»: إن قوات الأسد وحلفاءها استغلت انشغال وسائل الإعلام بما يجري في مدينة القصير لتشن هذا الهجوم، وأوضح أن هذه القوات متمركزة في معسكر تدريب في قرية «المصرف» بين بلدتي العتيبة وحران العواميد ويجري إرسالهم وانتشارهم باتجاه بلدات منطقة المرج على دفعات بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف من مطار دمشق الدولي، منوهاً أن أكثر من 900 قذيفة سقطت على المنطقة وأن الطيران الحربي تدخل وأغار على بلدة القاسمية وغيرها من بلدات المرج. وأشار الناطق باسم المكتب الإعلامي الثوري أن قوات النظام أحرقت نحو 400 دونم من حقول القمح في بلدة «ميدعا»، كما أحرقت المحاصيل الزراعية ومزارع وبساتين البلدات التي دخلتها مثل حران العواميد والعتيبة والعبادة وسرقت محتويات منازلها، ودمرت حتى الآن نحو800 منزل وأحد عشر مسجداً وهجرت أكثر من مائة وعشرين ألفاً من بلدات المنطقة، علماً أن هذه المنطقة محاصرة منذ أربعة أشهر ويمنع دخول أي مواد غذائية أو طبية أو تموينية أو وقود إليها، ما أدّى لانتشار أمراض جلدية ومعوية خاصة بين الأطفال. كما أكد الناطق استخدام النظام السوري لقنابل كيميائية في قصف مدينة عدرا بريف دمشق الشرقي وأنها استهدفت موقع نادي عدرا الرياضي ومسبح أبو عوني، وأسفرت عن استشهاد عدد من الأشخاص بينهم اثنان من لواء الإسلام وإصابة ما يزيد عن خمسين آخرين بحالات اختناق. إلى ذلك حذّر ناشطون من احتمال وقوع كارثة إنسانية بحق نحو 300 شخص مدني معظمهم من الأطفال والنساء نزحوا من الغوطة الشرقية بريف دمشق نتيجة أعمال العنف ضدهم وتدمير منازلهم واضطروا للبقاء في الصحراء بين سوريا والأردن لأن السلطات الأردنية منعتهم من دخول أراضيها. وخرج السوريون أمس في مظاهرات حاشدة في عديد من المدن والبلدات السورية رغم الحصار والقصف على معظم هذه المناطق وكانت التظاهرات تحت شعار «دجال المقاومة القدس ليست في حمص»، في إشارة إلى التدخل السافر لحزب الله في المعارك الدائرة في سوريا ضد نظام الأسد ولا سيما في مدينة القصير بريف حمص، وشملت المظاهرات معظم المحافظات السورية وخاصة ريف دمشق وحلب والرقة ودرعا وسجل خروج بعض المظاهرات تحت القصف كما في دوما وعربين والعسالي بريف دمشق.