أثبتت الدراسات وجود أغذية تقوي الذاكرة، وأفضلها الغذاء المتوازن الذي يشمل المجموعات الغذائية الأربع، وهي: مجموعة الحليب ومشتقاته، ومجموعة الخضار والفواكه، ومجموعة اللحوم وبدائلها، ومجموعة الخبز والحبوب. ونلاحظ ضرورة توازنها، بحيث نستهلك من مجموعة الحبوب نسبة أكبر، ثم من مجموعتي الخضار والفواكه، ثم من مجموعتي الحليب واللحوم. أهم العناصر الغذائية التي تساعد على التركيز الذهني: فيتامين (ب 6) ينصح بتناول أغذية يتوفر فيها فيتامين (ب 6) بشكل كافٍ، لأنه يعمل على إنتاج مزيد من المرسلات العصبية التي تحمل (السيروتونين، والدوبامين، والنورايبينيفرين مثلاً) مما يعمل على تحفيز الذاكرة. إن تناول هذا الفيتامين على هيئة حبوب أو كبسولات له أضرار عند زيادة الجرعة عن حدها الطبيعي، مما يسبب التسمم بهذا الفيتامين، ولذا يجب تناوله من مصادره الطبيعية ومنها الحبوب الكاملة وخصوصاً جنين القمح، والبقول، والموز، والبطاطس. فيتامين (ب 12) أثبتت عدة أبحاث فائدة هذا الفيتامين للمخ والدم وتفعيل الذاكرة لكبار السن، وأن منتجات الأجبان والحليب واللحوم هي المصادر الغنية به. الثيامين (فيتامين ب1) لرايبوفلين (فيتامين ب2) وهما أيضاً من مجموعة فيتامين (ب). يوجد الأول في البقول، والكبد، والمكسرات، والحبوب الكاملة (البر)، بينما يوجد الثاني في منتجات الحليب، والخضراوات الورقية لكن أشعة الشمس تدمره، لهذا يتوفر في الحليب المعبأ في علب ورقية بكمية أفضل من المعبأ في الزجاجات أو البلاستيك الشفاف. الليسيثين والكولين وهما من مجموعة فيتامين (ب) أيضاً، ويعملان على تحفيز الذاكرة، ويفيدان تنشيط الذاكرة وتقويتها لسنوات طوال فتجد الشخص الذي يهتم بتناول تلك الفيتامينات لديه تركيز ذهني عندما تتقدم به السن كما أوضحت الأبحاث العلمية ذلك، وتلك المواد متوفرة في كثير من الأغذية لارتباطها بالدهون. الحديد والزنك بشكل عام يساعد الحديد مباشرةً في عملية بناء المواد المرسلة أو الناقلة للإيعازات العصبية، أما الزنك فهو ضروري لعمل فيتامين (ب6)، وهما يتوفران في اللحوم، ويكثر الأول في الكبد، والثاني في المأكولات البحرية والحليب. ووفقاً لأحدث المسوحات الغذائية، فإن هناك بعض الاختلافات المهمة في الاستهلاك الغذائي بين الفئات العمرية للأطفال والمراهقين، وبين الأولاد والبنات في كل فئة. فقد تبين أن 50% من الأولاد من سن (4- 7) سنوات، يحصلون على كمية أقل من المقدار الموصى به من الكالسيوم مقابل 75% من البنات في نفس العمر، وأن 20% من الأولاد في سن (8 – 11) عاماً يحصلون على أقل من الكمية الموصى بها من فيتامين ( أ)، و75% من البنات في هذه السن لا يحصلن على احتياجاتهن الضرورية من الكالسيوم مقابل 70% منهن لا يحصلن على مقدار كافٍ من الزنك. أما في سن (12 – 15) عاماً، فقد وجد الباحثون أن 84% من البنات لا يحصلن على الكمية الموصى بها من الزنك و62% منهن لا يتناولن مقداراً كافياً من الحديد، و31% من الأولاد في هذه الفئة لا يستهلكون الكمية الضرورية من فيتامين (أ). وأفاد الخبراء أن هذه الفيتامينات والمعادن ضرورية للأطفال، فالكالسيوم يساعد على نمو عظامهم وأسنانهم، بينما يحتاجون إلى فيتامين (أ)، وفيتامين (ج)، والزنك، والحديد لبناء جهاز مناعة قوي مقاوم للأمراض، ومجموعة فيتامينات (ب) والمغنيسيوم لتزويدهم بالطاقة والشهية الجيدة، أما فيتامين (ب 12) والفوليت والحديد فيحتاجونها للنمو والتطور، وفيتامين (أ) أساسي لصحة العيون ومقاومة الإصابات الجرثومية. ونبه الأطباء إلى أن نقص الحديد قد يسبب ضعف الوظائف البدنية ويؤثر سلبياً على الذاكرة والاستيعاب والتركيز والأداء الأكاديمي.