أعرب وزير العدل الأمريكي “إريك هولدر”، حسب ما أوردته “الجزيرة نت”، عن سخطه حيال الدروس المقدمة لموظفي الشرطة الفدرالية (FBI) التي تصف الدين الإسلامي بأنه “دين عنيف جدا”، وتعتبر الأمريكيين المسلمين صنفا مؤهلا للتعاطف مع “الإرهاب” و”الإرهابيين”. وأكد “هولدر” أن تلك الدروس لن تكون أبداً ضمن برنامج التعليم، مضيفاً أن الأمريكيين المسلمين هم “شركاء أساسيون في التصدي للإرهاب ويشكلون مصادر موثوقة للمعلومات التي سمحت بتحقيق عدد كبير من النجاحات” -بحسب تعبيره-. وفور انتشار خبر الدروس الأمريكية التي تصف الدين الإسلامي بأنه دين قائم على العنف ويتبناه، تحركت المنظمات الإسلامية وبعض هيئات الدفاع عن الحقوق المدنية في إدانة هذا الفعل والعمل المشين، وصعدت من تحذيراتها من تصاعد مؤشر “الإسلاموفوبيا” في الولاياتالمتحدة منذ أحداث ايلول/سبتمبر 2001. وخلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأمريكي، وفي رده على حديث السيناتور الديمقراطي “ديك دوربان” الذي أشار إلى أن وثائق للشرطة الفدرالية -نشرت مؤخرا- تظهر أن الشرطة الفدرالية أطلقت حملة مراقبة واسعة النطاق تستهدف مساجد وأمريكيين مسلمين غير متهمين بارتكاب أي جنح، اعترف وزير العدل إن من شأن الدروس المقدمة أن تضرب الجهود التي بذلتها أمريكا منذ فترة لتصحيح صورتها المشوهة في العالم، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى عواقب سلبية في التواصل مع الأمريكيين المسلمين، الذين يعتبرون شريحة كبيرة وهامة في عمق المجتمع الأمريكي المنفتح. وتقر المنظمات الإسلامية وبعض هيئات الدفاع عن الحقوق المدنية، أنه بالرغم من دعم الجالية المسلمة بالولاياتالمتحدة لكل الجهود التي تعين على تدعيم أمن الولاياتالمتحدة، إلا أن هناك إحساساً سائداً الآن بين الكثيرين بأن البيت الأبيض، وفي مقدمته وزارة العدل يعتبر المسلمين مدانين حتى تثبت براءتهم !. والمتوقع، كما يقول أحد المهتمين بشؤون الجالية المسلمة في أمريكا، أن يكون لهذه الدروس “المعيبة” أثر سلبي على تعاون الجالية المسلمة مع السلطات الأمنية الأمريكية، في الكشف عن التهديدات الأمنية المرتقبة، فلن يجد المسلمون دافعاً إلى مثل هذا التعاون مع وجود تعسف واضح ضدهم. ويذكر أن مجلة (وايرد) كشفت في سبتمبر/أيلول الماضي عن وجود تلك الدروس التي أدخلها خبير في مكافحة “الإرهاب” ويدعى وليام غاوثروب الذي يعتبر أن الدين الإسلامي بحد ذاته يمثل خطراً وليس تنظيم القاعدة. وقد أعلن وزير العدل أن “غاوثروب” لم يعد موظفا في الشرطة الفدرالية. إسلامفوبيا | الولاياتالمتحدةالأمريكية | تحريض | دروس | عنف