الرياض – خالد الصالح ركبة صناعية ب 50 ألف ريال وكرسي متحرك ب 30 ألف ريال أسدل أمس الستار على المعرض السعودي لمستلزمات الأشخاص ذوي الإعاقة الذي تنظمه جمعية الأطفال المعاقين كأول نسخة له، بمشاركة 85 جناحاً محلياً، وبغياب تام للشركات الأجنبية، وبعدد زوار ضعيف للغاية، مع مبالغة الشركات العارضة في الأسعار وشكوى من المعاقين باستغلال الشركات والجهات العارضة لظروفهم وحاجتهم للمستلزمات المعروضة. ورصدت «الشرق» خلال جولتها بين أروقة المعرض خفايا الأرقام التي يشيب لها الرأس، بدءاً من ركبة صناعية بقيمة 50 ألف ريال، إلى كرسي متحرك يبدأ سعره من 12 ألفاً وحتى 30 ألف ريال، وسلم كهربائي داخل المنزل ب 50 ألفاً، وصولاً إلى مقعد متحرك لذوي الاحتياجات الخاصة داخل المركبة ب 37 ألف ريال، وقد يصل سعره مع سعر المركبة إلى نصف مليون ريال. وأرجع محمد الزعيم مدير شركة «العربة» المشاركة في المعرض، ارتفاع أسعار الكراسي الكهربائية لديها التي تبدأ من 27 ألفاً إلى 50 ألفاً للكرسي الواحد، بسبب عدم وجود بديل قوي. قائلاً: المعاقون سيشترون لأنهم مجبورون ولكننا لا نستغلهم، حيث يتكفل أحياناً بدفع المبلغ جهات أخرى، مثل الجمعيات الخيرية أو أصحاب الخير الكثيرين. مؤكداً أن مبالغ الكراسي الكهربائية غير مبالغ فيها أبداً كونها مكلفة على الشركة. مبيناً أن الشركة تقوم بتلبية ما يطلبه المعاق وفق احتياجاته الخاصة، وأن الشركة تعمل على تجهيز كافة طلبات المعاق من خلال جميع أنواع المركبات «مرسيدس، لكزس، هوندا، سكاليد، تويوتا»، بالإضافة إلى أفخم أنواع المركبات مثل البانوراما والمايباخ وغيرها، التي قد يصل سعرها إلى 500 ألف ريال، لافتاً إلى أن كثيراً من ذوي الاحتياجات الخاصة يطلبونها، مبيناً أن المعاق قد يأتي بالكرسي الذي يرغب فيه والشركة تقوم بتركيبه، وأيضاً قد يأتي بأي مركبة والشركة تتكفل بتركيب الكرسي المتحرك. ورصدت جولة «الشرق» في المعرض ارتفاعاً مهولاً في أسعار العربات والكراسي المتحركة لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث أكد مالك مؤسسة «عجلة التميز للتجارة» محسن العنزي أن نسبة ربحه تقدر ب 40% على أي مستلزم يتم بيعه، لافتاً إلى أن ارتفاع أسعار الكراسي المتحركة سببه جودة الصناعة الأوروبية، ولكون المقاعد المتحركة مصنوعة من مادة التيتانيوم، مشيراً إلى تراوح الأسعار لديه من 12 إلى 30 ألف ريال للكرسي الواحد، وعن نسبة الربح المبالغ فيها، قال العنزي: هذا الذي لدي ويستطيع أي معاق الذهاب للجمعيات الخيرية التي توفر كراسي متحركة «متهالكة» تسد حاجتهم ل 3 أشهر فقط. وكانت التكنولوجيا حاضرة لدى خالد الحمدان بمنتجه الهولندي، وهو عبارة عن سلم كهربائي يقتعده المعاق للوصل لأي دور من أدوار المنزل، حيث يرتفع السعر كلما زاد عدد الطوابق، ليبدأ السعر من 50 ألف ريال. فيما تميزت شركة «الفارابي» بخدمة منح الركب والأقدام والأطراف الصناعية، حيث كان سعر أقل طرف صناعي 15 ألف ريال، بينما يرتفع السعر كلما زادت حساسية المنطقة، فالركبة الإلكترونية ب 50 ألف ريال، والقدم ب 20 ألفاً. وبين ممثل الشركة هيثم إدريس أن هذه الأسعار لا يقدر أي فرد عليها، ولكن الوزارات والجهات الرسمية هي من يقدر على دفع ثمنها، وعادةً زبائن الشركة هم جهات رسمية وحكومية وقطاعات خاصة. وأكد أحد الزائرين للمعرض من ذوي الاحتياجات الخاصة عبدالعزيز الفياض، أن جميع الشركات التي بداخل المعرض أو خارجه تقوم باستغلال المعاق أسوأ استغلال وتقوم بالمتاجرة به. مشيراً إلى أن جميع أسعار المركبات والكراسي الكهربائية والتقنيات الحاضرة في المعرض جاءت بارتفاع رهيب جداً. قائلاً: تخيل عندما تبتر قدمك وتجد لها بديلاً صناعياً، فإنك تشتريها مهما كان الثمن، ومهما كنت متأكداً أن التاجر يستغلك، لأنك مضطر لشراء هذا العضو التعويضي، مشيراً إلى أن دور الجمعيات الخيرية لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة لشراء أي مقتنيات خاصة بهم ضعيف جداً. وقال الفياض: الكرسي المتحرك الذي أجلس عليه اقتنيته قبل 18عاماً، وكان سعره 30 ألف ريال، فما بالك بسعره في الوقت الحالي، ولم تشتره لي الشؤون الاجتماعية. وتحفَّظ الزائر مبارك الدوسري من ذوي الاحتياجات الخاصة في الحديث عن الأسعار المكلفة، مكتفياً بالإشارة إلى أن المعرض ضعيف جداً من ناحية الأجنحة المشاركة حيث سوقت لمنتجاتها ولم تقدم أي شيء جديد أو مبتكر، وكان من المفترض أن يقدم المعرض أبرز ما تم تحقيقه لخدمة ذوي الإعاقة وتجهيزاتهم ومشاركة عارضين من دول أجنبية، قائلاً: جميع الأجهزة المتوفرة هنا موجودة منذ أكثر من 10 سنوات في السوق ولا يوجد بينها أي منتج جديد. وأكد والد أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة صامل الصامل، أنه خلال جولته بالمعرض لم يدقق بالأسعار ولم يعترض عليها كونه مضطراً للشراء منها، مبيناً أنه كلما زاد العرض قل السعر، ومشيراً إلى المعاناة الدائمة من ارتفاع الأسعار بسبب ندرتها. من جهته، بين مسؤول تنمية الموارد المالية في جمعية الأطفال المعاقين والمشرف على المعرض سليمان المنصور، أن قلة عدد الحضور يأتي لكون المعرض متخصصاً لفئة معينة ولكونه النسخة الأولى، وقد لا يثير إعجاب باقي شرائح المجتمع، منتقداً المؤسسة المكلفة بالترويج للمعرض والإعلان عنه؛ كونها ضعيفة ولم تقم بأي جهد يذكر مما أدى لقلة عدد الحضور. كما انتقد المنصور عدم حضور الرعاة الإعلاميين، مستاءً أيضاً من عدم حضور الصحفيين للتغطية. وعن عدم مشاركة عارضين من دول أجنبية، أكد المنصور تقديم دعوة لعشر شركات من دول أوروبا ولكن لم يتم تلبية الدعوة. وأكد المنصور أن دعم وزارة الشؤون الاجتماعية للجمعية يغطي فقط 5 إلى 8% من مصاريفها، مبيناً أن الجمعية تسعى للاستفادة من مثل هذه المعارض. قائلاً: في الدورة الحالية غطينا التكلفة الأساسية، وفي العام المقبل نسعى لتحقيق ما يزيد عن تغطية التكلفة، وكسب مصدر دخل لدعم أنشطة الجمعية من خلال حجز أكثر من 10 آلاف متر من أرض المعارض، ومن خلال مشاركة أكثر من 250 جناحاً، وبأن يصبح المعرض دولياً بالكامل. موظف في إحدى الشركات يشرح كيفية تحريك الكرسي من المركبة كرسي متحرك ب 16 ألف ريال (تصوير: حمود البيشي)