مجدي عبدالحليم إذا سأل الدكتور جنيناً في رحم أمه: من عدو العرب الأول؟ لأجاب الجنين وقال الكيان الصهيوني وليس الديانة اليهودية أو من يعتنقها، فهي دين كالإسلام والنصرانية، ونحن المسلمين نحترم كل ما أنزل من رب العالمين ونسلم به، وهذا من أساس اكتمال الإسلام لدينا، وأعتقد أنه جاء اليوم لكي نوضح بعض الأمور، فنحن لا نكره أحداً، بل نحمل الحب لكل البشر، فرسولنا -صلى الله عليه وسلم- نُعت بالحبيب، ورسالته هي الحب والسلام، وأود أن أوضح بعض الأشياء من وجهة نظري الضيقة، نحن لا نكره اليهود، ولكن نكره سياسة اليهود، نكره احتلالهم أراضينا، والدليل على ذلك اذهب إلى أي موطن عربي واسأل أي مواطن (جاهل عالم طفل شاب): هل تكره إسرائيل؟ سيجيبك بلا تردد: نعم، تسأله: لماذا؟ يجيبك لأنهم يقتلون يعذبون يغتصبون الحقوق يزوّرون التاريخ، إذاً نحن نكره أفعالاً لا أشخاصاً ولا ديانات. نأتي للأشياء المهمة والعيوب القاتلة التي يتبناها الإعلام الهادف! منذ الصغر والإعلام العربي يصور لنا اليهود على أنهم أغبياء بخلاء نستهزئ بهم نسخر منهم نضحك عليهم، وهذا مع الأسف كذب، والدليل أنهم سبقونا في كل مجالات التطوير المعاصر بلا استثناء! مليونان أو يزيد قليلاً يتقدمون على ملايين، لأن الملايين تربّت على عدم احترام العدو، تربّت على التحقير من شأنه، مع أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- علّمنا غير هذا، ففي غزوة أحد انتصر المسلمون في بدايتها، وحينما اهتموا بجمع الغنائم وترك كل جندي مكانه أتي خالد بن الوليد من خلفهم وهزم المسلمين، لأنهم لم يسمعوا للرسول، ولأنهم قللوا من شأن عدوهم. نحن نسخر وعدونا يعمل ويجتهد. نحن بلا أهداف، ننظر تحت الأقدام وهم ينظرون للأمام، مع أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يوجّهنا بقاعدة ذهبية قوية: (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً)، والآن أتى الدور علينا لأننا لا نتعلم من أخطائنا، تنهار دولة تلو الأخرى! راحت القدس ومن بعدها العراق، ويزحفون لمصر وتونس وسوريا وليبيا دول الخراب العربي، أقصد الثورات!