الأحساء – أحمد الوباري مبتعث في الهندسة وطالبة ثانوية يؤسسان بيت الزوجية عن بُعد بحضور أسرتيهما العريس في ولاية تكساس الأمريكية، والعروس في محافظة الأحساء السعودية. وما بينهما فاصل قارّي كبير، تمّ اختصاره افتراضياً عبر برنامج فيديو مرتبط بالإنترنت، ليتم عقد القران بين الأحساء وتكساس في وسط عائليّ حضره أهل العريس وأهل العروس، وتوسطهم المأذون الشرعي الذي أجرى العقد. العريس هو محمد طاهر العلي (20 عاماً) طالب سعودي يتابع دراسة الهندسة في أمريكا. أما العروس فهي طالبة تتابع دراسة الثانوية العامة، وتقيم في بلدة الشعبة. والزمان مساء أول من أمس الجمعة. والحدث شاب سعودي يعقد قرانه عبر برنامج اتصالات. القصة تقول القصة إن محمد طاهر العلي تابع قرانه على الهواء مباشرة مستخدماً «سكاي بي»، بعد أن وكّل والده لعقد القران في آخر زيارة له للمملكة. «الشرق» كانت في قلب الحدث، فاستقبلها أهل العروسين في الشعبة، والعريس في الطرف الآخر من الكرة الأرضية، بواسطة التغطية المباشرة التي قام بها ابن عمه في الأحساء، وخاله في أمريكا. يقول خال العريس، جابر العلي «تم استخدام أربعة أجهزة كمبيوتر لتغطية الحدث مباشرة، اثنان في السعودية (في بيت أبو العريس ببلدة الشعبة) واثنان في أمريكا، أحدهما لنقل الحدث لزملاء محمد العلي في أمريكا من الجنسية الأمريكية، بناءً على طلبهم لرؤية الحدث، وتفاصيل عقد القران، وفي الوقت نفسه تم تصوير الحدث لعرضه على باقي زملائه ممن لم يتمكنوا من رؤيته مباشرة. أما العريس فقال ل»الشرق» إن فكرة نقل الأحداث عبر «سكاي بي» دارجة عند الشعب الأمريكي في نقل مناسباتهم، وإنه استحسن الفكرة لنقل الصوت والصورة المعبرين عن الفرحة بشكل أكبر من الهاتف. وأضاف العلي أنه قبل أن يطبق هذه الحركة «التكنولوجية» أخذ رأي أصدقائه وأهله، فاتفقوا معه على النقل، فبهذه الطريقة يستطيع التحدث مع أهله في الأحساء صوتاً وصورة، ويستطيع مشاركة الحدث مع أحد أصدقائه الموجودين في أمريكا، ممن لا يستطيع الحضور معه ومشاركته الفرحة، لافتاً إلى أن هذه الفكرة مكنته من مشاركة أكبر عدد من أصدقائه وزملائه. نشر الحدث وعن فكرة نشر عقد القران في الإعلام، قال العلي إنه أخذها نصيحة من أساتذته في الجامعة، فقال أحدهم «بما أنك أول سعودي تعقد قرانك عن طريق الإنترنت، فلماذا لا تخبر الجرائد، والقنوات بهذه الفكرة، حتى يتم تغطيتها». وبناء عليه، تواصلت مع جرائد سعودية، ومن ضمنها «الشرق»، وكذلك قناة «CNN» الأمريكية، التي لم يصلني ردها حتى الآن، كون التواصل تم عبر الإيميل، وإن شاء الله يكون التوفيق حليفنا وتوافق القناة على بث الحدث. وأكد أن شعوره لا يوصف وهو يرى فرحة الأهل والأصدقاء، وفرحة أخيه وهو يبتسم «هذا يساوي عندي الدنيا وما فيها». العرس في العيد وقال العلي إنه يخطط للزفاف في عيد الفطر المقبل «سآتي إلى السعودية قبل عيد الفطر المقبل لإتمام الزواج، وأرجع بعد ثلاثة أيام من زواجي إلى أمريكا بعد أن أقضي في السعودية تسعة أيام فقط، وستسافر زوجتي معي لتكمل دراسة الثانوية هناك، بينما سيدخل هو في هذا الفصل في تخصص الهندسة الميكانيكية بعد أن اجتاز السنة التحضيرية. الثوب والغترة وارتدى العلي للمناسبة الزي السعودي (الثوب والغترة والعقال)، وعلق العلم السعودي على جدار غرفته، ولم يلبس الزي الأمريكي في هذه المناسبة «هذه عاداتنا وثقافتنا، وأهلي جميعاً لبسوا ثياباً في زواجاتهم، وليس البدلة»، مؤكداً أنه يفرح بلبس الثوب أكثر، فالبدلة يلبسها 24 ساعة، ومنذ وصوله إلى أمريكا قبل سنة وشهرين لم يلبس الثوب إلا مرة واحدة، وهذه هي المرة الثانية. والد الزوجة وقال والد الزوجة، محمد راضي الخميس، إن ظروف محمد الدراسية لم تسمح له بعقد قرانه في السعودية بالطريقة التقليدية، وآخر زيارة له للسعودية كانت لمدة أسبوع فقط، ولضيق الوقت لم يتمكن من عقد قرانه، لكنه أعطى توكيلاً لأبيه لعقد قرانه، ثم عاد إلى أمريكا لمواصلة دراسته، ولهذا فكر بنقل هذا الحدث المهم في حياته بواسطة هذه التكنولوجيا، مشيراً إلى أن وجود زوج ابنته معهم أفضل من النقل المباشر في «سكاي بي»، لكن النقل غطى نوعاً ما ما يدور عند العريس في أمريكا، وما يدور عند أهله في السعودية، وشيء أفضل من لا شيء، وإنه وافق على اقترانه بكريمته لما وجده فيه من صفات حسنة، وخاصة الأمانة، وهذه تكفيه. العريس يتحدث من تكساس عبر الإنترنت والد العريس وقال والد العريس، طاهر العلي، بأن ابنه فاجأه عندما قال إنه سيكون معهم في عقد القران عبر «سكاي بي»، مضيفاً «كنت أعتقد بأننا سنعقد قرانه بالوكالة التي عملها لي دون أن يرى ما سيحدث في عقد القران، لكن عندما أظهر الشباب صورة ابني في (سكاي بي) سررتُ جداً، وشعرت كأنه موجود بيننا، نحدثه ويحدثنا. وعلى الرغم من أن ابني محمد يحتل المرتبة الرابعة في تسلسل أبنائي قبل آخر العنقود، إلا أنه أشد أبنائي صرامة في القرارات التي تخصه، وهو صاحب قرارات جيدة، ورأي سديد. وعلى الرغم من أنه هادئ، إلا أن شخصيته قوية وطموحة»، مشيراً إلى أنه قُبل في أرامكو، لكنه أصر على طموحه بمواصلة دراسة الهندسة، فساعدته، وأرسلته إلى أمريكا على حسابي الخاص، قبل أن يشمله برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، ولأن دراسته من أولويات حياته، كان نشيطاً، وحريصاً على أن يكون دائماً في المرتبة الأولى، وكان يشارك في بعض اللجان الشبابية، والنشاطات الاجتماعية. المأذون أما الشيخ موسى راضي الخميس، الذي عقد القران على ابنة أخيه، فقال «قانونياً، لابد أن يوكل أحداً، وهو بالفعل وكل والده، وحضر الوكالة بمحكمة العدل الثانية في الأحساء، وسجل رقم الوكالة وتاريخها وكل بياناتها، كاستناد قانوني، لافتاً إلى أنه أخذ الرأي في استخدام «سكاي بي» شرعاً، فالأمور تؤخذ بالشرع والقانون معاً، ولابد أن يسير الإنسان بحسب القانون ويلتزم بما يأمر به. عم الزوجة وقال عم الزوجة، علي راضي الخميس «التكنولوجيا في هذه الأيام تختصر الزمن، وفي هذه الحالة لن يضطر العريس إلى تعطيل حياته ودراسته. وبهذه التكنولوجيا يتم نقل الحدث للجميع دون تأخير، أو تأجيل مشاغل الشخص، لافتاً إلى أن الحضور الشخصي كان أفضل وأكثر حيوية. وأضاف راضي الخميس أنه شهد حادثة مشابهة من قبل لأحد زملائه، حيث أقام الأهل حفل ومراسم الزواج لزوجته في السعودية، وبعد وصول الزوجة إلى أمريكا قام أصدقاؤه بإتمام مراسم حفل الزواج هناك. أصدقاء العريس وقال خال العريس وصديقه، جابر محمد العلي، وهو مبتعث أيضاً في أمريكا، إنه وأصدقاءه، وزملاءه، سيقيمون حفلة مسائية (بتوقيت أمريكا)، فعقد القران يصادف الصباح في أمريكا. وقال ابن عم العريس وصديقه، علي صالح العلي، إن محمد يختلف عن إخوته كونه صاحب قرار منذُ طفولته، وإذا أراد إخوته شيئاً من أبيهم يجعلون محمد واسطة بينهم وبين أبيهم، لافتاً بأن فكرة «سكاي بي» طرحها العريس عليهم، فوافقوه عليها، وقاموا بتجهيز ما طلبه منهم، وقال إنها أدت الغرض المطلوب، وإن كان وجوده لا يغني عنه شيء. المأذون الشرعي مع والدي العروسين
حضور عقد القران في منزل أهل العروس
أهل العروسين بعد عقد القران (تصوير: عيسى البراهيم)