تعدّ الهيئة الملكية في الجبيل من أهم الجهات المستقطبة للأيدي العاملة الوافدة في السعودية، لما تحتويه الجبيل الصناعية من مشاريع صناعية عملاقة، مع وجود كبرى الشركات العالمية، وأعلاها كعباً في مجالها. والذي يرى في الجبيل الصناعية الكم الهائل من العمالة الأجنبية التي تسكن في الجبيل الصناعية، أو الجبيل البلد، يتساءل أين تسكن هذه العمالة؟ وكيف تأكل وتشرب؟ وكيف تعيش؟ والجواب: لولا التخطيط الذي تعتمده الهيئة الملكية لإسكان ومعيشة هذا الكم الهائل من العمالة الوافدة، لما استطاعت أن تقدم كل سبل الراحة والأمان لهم لكي يتمكنوا من العمل بكل يسر وسهولة. رؤية جاذبة للاستثمار وتسعى الهيئة الملكية في الجبيل إلى التميز في تقديم خدماتها وجودتها لتحقيق الرؤية المناسبة في جذب المستثمرين، وتوفير البيئة المناسبة لبدء مشاريعهم واستثماراتهم، وبالتالي بادرت منذ بداية تأسيسها إلى إنشاء تسعة أحياء عمالية وفق أعلى المواصفات العالمية، في زمن ذروة الأعمال الإنشائية في المدينة الصناعية. ووُجدت في الأحياء أعداد كبيرة من العمالة التابعة لمقاولي الهيئة الملكية والصناعات الأساسية والقطاع الخاص، وغيرها. النظافة والأمن ويبلغ عدد العمال القاطنين في «حي 2» و»حي 14» أكثر من 13 ألفاً و38 عاملاً، يتوزعون كالتالي: خمسة آلاف و927 عاملاً في «حي 2»، وسبعة آلاف و111 عاملاً في «حي 14». وتحتل العمالة الهندية النسبة الكبرى في السكن بوجود أربعة آلاف و259 منهم، تليها العمالة البنغالية بألفين و283، تليها الجنسية النيبالية بألفين و175. ويتم يومياً تنظيف جميع المرافق والمباني والشوارع والغرف السكنية، وتُستبدل مفارش الأسرَّة في الغرف أسبوعياً، والتأكد من نظافة جميع محتويات الغرف، والحرص على وجود أدوات السلامة. ويُمنع وجود أي أفران أو الطبخ في الغرف، خوفاً من اندلاع حرائق في المجمع السكني، حيث يقوم مشرفو السكن ورجال الأمن بجولات فجائية على الغرف، ومصادرة أي أشياء مخالفة وممنوعة في السكن. الوجبات الغذائية يتم تقديم أربعين ألف وجبة يومياً تقريباً في الحيين، بمعدل ثلاث وجبات يومياً، بحسب جنسيات الساكنين، ووفقاً للمعايير الصحية العالمية المطبقة في الهيئة الملكية، كما يتم الاحتفاظ بعينة يومية لجميع الوجبات لمدة 72 ساعة لغرض إجراء الفحوص والتحليل عند اللزوم، كما تتوافر في الحيين سبعة مطاعم لمراعاة اختلاف الجنسيات، وحرصت الهيئة الملكية على توفير الخدمات الأساسية، مثل المسجد والبقالة والحلاق والمغسلة والعيادة الطبية، بالإضافة إلى وجود مراكز ترفيهية في كل حي، وملعب كرة قدم، وطائرة، وأقيمت مؤخراً بطولة في المجمع في لعبة «الكريكت». وسائل الأمان وتتمتع الأحياء العمالية في الهيئة الملكية في الجبيل بنظام حريق متطور لجميع المباني، مع وجود غرفة مراقبة في مكتب أمن الحي، وتوفير طفايات الحريق اللازمة والكافية في جميع المباني والمرافق، وتوفير مخارج للطوارئ للحي والمباني السكنية والخدمية. ويوجد أكثر من أربعين رجل أمن في جميع الأحياء، موزعين على جميع المباني والمرافق لمراقبة الدخول والخروج، والتأكد من بطاقات العمال، وعمل جولات ميدانية على مدار الساعة، والتحذير من تجاوز السرعة المحددة داخل نطاق الحي السكني. خبرة الهيئة الملكية زارت شركات ومؤسسات عديدة المجمعات العمالية السكنية الموجودة في الهيئة الملكية في الجبيل للاستفادة من تجربة الهيئة الملكية في تخطيط وبناء وتصميم الأحياء العمالية، والآلية المتعبة في المجمعات، مثل شركة أرامكو، والخطوط الجوية السعودية، وبعض شركات القطاع الخاص. وأكد مدير إدارة الأملاك المهندس أحمد الحركان، أن الهيئة الملكية في الجبيل تسعى إلى التميز في تقديم جُل خدماتها باحترافية متناهية في الأحياء العمالية، حيث أصبح وجود هذه المجمعات ضرورة مُلحة لتوفير سكن مريح بمواصفات عالية، ويكون قريباً من مواقع العمل، مما يوجِد انطباعاً إيجابياً في نفوس العاملين، ليتفرغوا تماماً لأعمالهم. نظام ال «هاسب» وقال مشرف الأحياء العمالية عبدالله المطيري، إن الهيئة الملكية تحرص دائماً على توفير أعلى المواصفات والمقاييس العالمية في شتى المجالات، حيث تتوافق جميع تجهيزات الأحياء العمالية مع المواصفات العالمية، كما تخضع المطاعم لإشراف كامل من قسم صحة البيئة وفق نظام ال «هاسب» العالمي. يقول العامل محمد عموري من الجنسية السيرلانكية إنني أسكن في هذا الحي منذ سنتين، ويوفر لنا هذا السكن جميع ما نحتاجه. آراء العمال ويرى العامل محمد زاهر (35 عاماً من الجنسية الباكستانية) أن أهم ما يميز هذا الحي هو الأساليب الأمنية التي يطبقها رجال الأمن الصناعي، من حيث الحرص على سلامة نزلاء الحي. ويشير العامل فالق بشير (24 عاماً من الجنسية الباكستانية) إلى تميز السكن في الغرف المزوّدة بأجهزة التكييف والصيانة الدورية للمبنى السكني، حيث يقطن في السكن منذ ستة أشهر. ويضيف العامل عمران لطيف (25 عاماً) أنه يسكن الحي منذ حوالي السنة، وأنه مرتاح بشكل عام، لما يجده من اهتمام ومتابعة للسكن، حيث تنظف الغرف بشكل يومي. أما العامل كومار (سيرلانكي الجنسية ويبلغ من العمر 48 عاماً)، فيقول إنه موجود في السكن منذ 15 سنة، مشيراً إلى أن أهم ما يميز الحي السكني هو الالتزام بأصناف الطعام وجودتها ونظافتها، حيث تتغير الوجبات بشكل شهري. ويؤكد العامل راتي موكيما (27 سنة) على أهمية النشاطات الرياضية التي تقيمها إدارة الحي السكني، حيث توفر صالات رياضية لكي تمارَس فيها الرياضة في أوقات الفراغ. عمال ينتظمون في صف للحصول على الوجبات الغذائية في أحد المطاعم في الهيئة الملكية في الجبيل أنموذج من الغرف التي يسكنها العمال في حي في الهيئة الملكية في الجبيل (الشرق)