قابلت معالي وزير العدل مرة واحدة عندما زار جازان العام الماضي وألقى محاضرة في جامعتها، وقد حاولت أن أجري مع فضيلته مقابلة صحافية لكن وقته لم يسمح فقد كان مرتبطاً بزيارات ميدانية منها افتتاح مجمّع المحاكم الشرعية هناك وعمل جولات على المحاكم للاطلاع على أوضاعها وكيف تسير معاملات الناس وقضاياهم وحاجاتهم في أروقة العدل والقضاء! وقد اقترح مدير مكتبه تسليمه المحاور الخاصة المقترحة للحوار كي يأخذها فضيلته إلى الرياض ويجيب عليها بتأن وهدوء لكن حتى هذه اللحظة لم تصل إجاباته ولا مكتبه اعتذر عنها! المهم أنني تذكرت كل ذلك عندما وصلتني هذه الرسالة من أهالي مدينتي «ضمد» في جازان والتي يتجاوز عدد سكانها 70 ألفاً فيما تقترب مدنها ومراكزها وقراها من السبعين ومع ذلك لا يوجد لديهم كاتب عدل يقوم بإنهاء إجراءاتهم المتوقفة منذ أكثر من سنتين! ويقولون إنهم يعانون أشد المعاناة لأن معاملاتهم في توقف تام عن الإفراغات والوكالات وكلما جاء كاتب عدل جديد لا يمكث إلا شهرين أو ثلاثة ثم ينتقل! لتتوقف حركة التنمية ويصبح السكان هم الضحية! كما أن كثيراً من المواطنين قد تمت لهم الموافقة على قروض عقارية من أجل مساكن لهم لكن لعدم وجود كاتب عدل تم تعطيلهم وتضررت مصالحهم، لذا هم يطالبون بسرعة المدد من وزارة العدل وتعيين كاتبي عدل ثابتين تعويضاً لهم عن كل تلك المدة وإعطائهم حقهم عدلاً ومساواة مع المدن المجاورة مثل صبيا وأبوعريش! ومني إلى معالي الدكتور محمد العيسى راجياً ومؤملاً و(متعشماً) ألا يكون مصير هذا المطلب الملح والعاجل والضروري من أهالي «ضمد» هو نفس مصير أسئلة «الشرق»!