شنّت الأكاديمية الدكتورة وفاء السبيل نقداً موضوعياً حاداً على المؤسسات السعودية المعنية بثقافة الطفل، مصوبة صباح أمس سهام ورقتها المعدة لندوات ملتقى المثقفين تجاه وزارتي الثقافة والإعلام والتربية والتعليم؛ كون وزارة الثقافة لم تقدم عبر سبعة أعوام للطفل سوى قناة «أجيال» المتضائلة في إمكاناتها ومهنيتها، لافتة إلى اشتغال دول عربية على برامج ثقافة الأطفال بوعي ومهنية برغم ضعف قدراتهم المالية مقارنة بالسعودية، مبدية دهشتها من إعداد وزارة التربية والتعليم إستراتيجية لثقافة الطفل اشتغل عليها أكاديميون وتربويون، إلا أنها لم تر النور ولم تفعّل، ما يعني أن التغيير في مناصب الوزراء ووكلائهم يعيد كل الأفكار والمشروعات إلى المربع الأول، منادية بتأسيس وكالة وزارة لشؤون ثقافة الطفل ومأسسة كل الأفكار والبرامج بعيداً عن الازدواج والاجتهادات المتضادة بين الوزارات. فيما دعت الباحثة والأكاديمية الدكتورة هند الخليفة في ورقتها عن ثقافة الطفل والإعلام إلى التنسيق والتكامل بين جميع الشركاء، والتعاون بين قطاعات الطفولة والتوعية بالعمل على تغيير مفهوم الطفولة ومكانة الأطفال في المجتمع، وتأهيل الكوادر الوطنية المجيدة لعملها والقابلة لرفع مستوى الأداء، وتقنين مواصفات الأعمال الإعلامية والثقافية المقدمة للطفل. من جهتها لفتت الباحثة فاطمة بنت محمد الحسين إلى التفاوت المترتب على الطبقية الثقافية، والمسافة بين ما يتمتع به أطفال من امتيازات في مدينة مقابل حرمان أطفال في قرية أو بيئة أو حي فقير، مشيدة بقدرات الطفل وشفافيته في نقد ما يراه، مؤملة أن يؤسس لإدارة عامة تعنى بتأسيس مكتبات الأطفال في الأماكن العامة، إضافة إلى إقامة معارض للكتب ومسابقات عروض مسرحية وفنية وإصدار مجلة للأطفال، وتأسيس موقع إلكتروني واستقطاب وتشجيع القطاع الخاص على استثماره في برامج ومشروعات الأطفال، والإفادة من التجارب العالمية في إقامة دورات ومسابقات تشترك في تنفيذها وزارتا التربية والتعليم والثقافة والإعلام.