مكة المكرمة – نعيم تميم الحكيم ربط نظام المنح الداخلية من وزارة التعليم العالي بحصول الجامعات على الاعتماد. الاعتماد هو الوسيلة الوحيدة للتأكد من معايير القبول في الجامعات وسلامة المخرجات. ثقافة ضمان الجودة والاعتماد الأكاديمي جديدة على كثير من مؤسساتنا التعليمية. 12 جامعة ناشئة لم ينطبق عليها الاعتماد بسبب عدم تخريجها الدفعة الأولى بعد. كشف الأمين العام المساعد للهيئة الوطنية للجودة والاعتماد الأكاديمي الدكتور سعد بن سعيد الزهراني، عن توجه الهيئة للرفع بأسماء الجامعات التي فشلت في الحصول على الاعتماد الأكاديمي السعودي لمجلس التعليم العالي للنظر في وضعها، والضغط عليها لبذل مزيد من الاهتمام. وأكد الزهراني في حوار مع «الشرق» أن ثقافة ضمان الجودة والاعتماد الأكاديمي جديدة على كثير من المؤسسات التعليمية في المملكة، مشيراً إلى وجود إقبال واسع من جهة الجامعات السعودية للحصول على الاعتماد الأكاديمي. وأبان الدكتور الزهراني أن حصول الجامعات السعودية الأهلية على المنح مربوط بتجاوزها اختبارات الاعتماد الأكاديمي السعودي، لافتاً إلى أن دول العالم تنظر للجامعات التي لا تحصل على الاعتماد الأكاديمي نظرة ارتياب وشك في الأداء والمخرجات، ومشدداً على أن الاعتماد يعد الوسيلة الوحيدة للجهات المعنية للتأكد من أن المقبولين في الجامعات يدخلون ضمن معايير واضحة ويصادق على سلامة مخرجاتها. وكشف الأمين العام عن أن الهيئة تلتقي الطلبة المتخرجين وأرباب العمل سنوياً للتأكد من جودة مخرجات المؤسسات الأكاديمية سنوياً، مشيراً إلى أن جامعتي الملك سعود والملك فهد حازتا على الثناء والإعجاب، بينما عجزت ثلاث جامعات أهلية عن التأهل للاعتماد بالرغم من تخريجيها لطلاب، وأعطيت فرصة جديدة لتحسين أدائها خلال فترة محددة. وامتدح الزهراني حرص الجامعات السعودية على بناء أنظمة الجودة للحصول على الاعتماد، مشيراً إلى وجود 12 جامعة تقدمت للحصول على الاعتماد رغم أنها لم تخرج دفعتها الأولى بعد. * لماذا لم تَجْتَزْ سوى كلية واحدة وثلاث جامعات الاعتماد الأكاديمي السعودي من أصل 33 منشأة أكاديمية؟ - بخصوص الاعتماد الأكاديمي للجامعات الوطنية فأود أن أقول أولاً إن الهيئة بدأت في العام 1430-1431ه في طلب التأهل للاعتماد من مؤسسات التعليم الوطنية وفق خمسة متطلبات هي أن تكون المؤسسة التعليمية قد أنجزت التقويم الذاتي الأولي الذي طلبته الهيئة سابقاً، أن تكون المؤسسة التعليمية قد خرجت أول دفعة من طلبتها، وأن تكون المؤسسة التعليمية قد استكملت جميع متطلبات بناء نظامها للجودة الداخلية وخاصة توصيف البرامج والمقررات وفق نظام الهيئة، وأن تقوم المؤسسة التعليمية بتعبئة طلب التأهل المرفق بدقة وموضوعية حتى يتسنى للهيئة دراسته والبدء في التنسيق معها لاستكمال خطوات جدولتها ضمن المؤسسات التعليمية المؤهلة للتقدم للاعتماد الأكاديمي المؤسسي (والبرامجي في حالة المؤسسات التعليمية الصغيرة)، وأن تحصل المؤسسة التعليمية على موافقة رسمية من الهيئة بتأهلها للاعتماد الأكاديمي وجدولتها ضمن المؤسسات التعليمية المتأهلة للاعتماد الأكاديمي. وعادة ما تتقدم الجامعات للحصول على درجة الاعتماد والتقويم الأكاديمي حينما تجد أنها قد أنجزت حوالي 70% من المتطلبات وفق مقاييس التقويم الذاتي التي أعدتها الهيئة، ومع ذلك تظل هناك جامعات بحاجة لفترات طويلة للحصول على الاعتماد نظراً لأنها محتاجة لبناء أنظمة الجودة بطريقة مؤسسية محترفة لذلك فهي تستغرق وقتاً طويلاً. معايير واضحة * ما أهمية حصول الجامعات والكليات على هذا الاعتماد؟ - أصبح الاعتماد الأكاديمي للجامعات في دول العالم كله يعطي دلالة على موثوقية أنظمة الجامعات ومخرجاتها، حتى أن بعض الدول باتت تنظر نظرة ارتياب للجامعات التي لا تحصل على الاعتماد الأكاديمي. وحصول الجامعات على الاعتماد الأكاديمي يرفع كفاءة مخرجات الجامعة ويزيد من طمأنة المستفيدين من مخرجات هذه الجامعات بما فيها الهيئات المهنية. لذلك تحرص الدول على وجود هيئات مستقلة للاعتماد الأكاديمي لاعتماد الجامعات من خلال هذه الهيئات المحايدة التي تكون فرق المراجعة لديها مكونة من أفراد ليس لهم علاقة مباشرة أو مصالح مع الجامعة. والاعتماد هو من أهم الوسائل للجهات المعنية للتأكد من أن المقبولين في الجامعات يقبلون ويتعلمون ويتخرجون ضمن معايير واضحة وممارسات جيدة لاتقل في مستواها عن الدول المتقدمة، كما أن هذا الاعتماد يصادق على سلامة مخرجات هذه الجامعات وتلبيتها لمتطلبات سوق العمل من ناحية الجودة بصورة دورية تكفل التحسن المستمر في جودة مخرجات مؤسسات التعليم فوق الثانوي وبرامجها. آليات الاعتماد * ما آلية حصول الجامعات على الاعتماد؟ وهل يتم التقدم من قبل الهيئة أو الجامعة للحصول على الاعتماد؟ - عادة ما تتقدم الجامعات بطلب الاعتماد شريطة أن تكون خرجت دفعة أولى من طلابها كما ذكرنا وتحقق متطلبات التأهل التي وضعتها الهيئة، وفي حالة لم تتقدم الجامعة بعد تخريج دفعة على الأقل من طلابها، فإن الهيئة تخاطب المسؤولين فيها للتقدم للتأهل للاعتماد، لكن الملاحظ هو الإقبال الكبير من الجامعات نحو الاعتماد الأكاديمي الوطني. وهناك متطلبات وشروط التأهل للتقدم للاعتماد المؤسسي لمؤسسات التعليم العالي، حيث أوضحت الهيئة في مخاطباتها لمؤسسات التعليم العالي الأهلية والحكومية التي خرجت دفعة أو أكثر أن عمليات الاعتماد المؤسسي والبرامجي تتطلب عدداً من المتطلبات من أهمها إعداد المؤسسة التعليمية لتقارير دراسة تقويم ذاتية دقيقة وشاملة لكل أوجه النشاطات العلمية والإدارية والخدمية وغيرها لتحديد مستويات الجودة لديها استناداً ل11 معياراً المعدة من قبل الهيئة، وأن المؤسسة التعليمية ستخضع بعد ذلك لتقويم خارجي من قبل فريق تقويم مستقل (فريق المراجعين الذين تحددهم الهيئة) للتحقق من صحة نتائج دراسة التقويم الذاتية والحكم على مستويات جودة الأداء وفقاً لمعايير الهيئة، ويتعين قبل البدء في العمليات المشار إليها أعلاه أن يثبت للهيئة استيفاء المؤسسة التعليمية لمتطلبات محددة تتعلق بالعناصر الرئيسية في معايير ضمان الجودة والاعتماد الأكاديمي. إضافة إلى ذلك، يتعين على المؤسسات التعليمية الأهلية على وجه الخصوص أن تكون المؤسسة حاصلة على التراخيص المطلوبة نظاماً. * ما أسباب ضعف الإقبال على الاعتماد الأكاديمي السعودي وفي المقابل سعي كثير من الجامعات للحصول على الاعتمادات الخارجية من دول أجنبية؟ - أظن أن الإقبال لم يكن ضعيفاً إذا ما أخذنا في الحسبان أن غالبية الجامعات الوطنية كانت من الجامعات الناشئة التي لم تخرج بعد حين التقدم للاعتماد (12 جامعة من جامعاتنا تدخل ضمن هذه الفئة)، أما الجامعات العريقة أو الناشئة التي خرجت (مثل بعض الجامعات الأهلية) فقد تقدم منها للاعتماد جامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد وجامعة الأمير سلطان الأهلية وجامعة عفت، بالإضافة إلى كليات الرياض لطب الأسنان والصيدلة وكلية دار الحكمة وكلية إدارة الأعمال وفي فترة لاحقة تقدمت جامعة القصيم وجامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك فيصل، وهي في طور استكمال متطلبات التأهل لزيارة المراجعين التي يؤمل أن تتم في الأشهر المقبلة. أما جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والجامعة الإسلامية وجامعة أم القرى وجامعة الملك خالد، إضافة إلى عدد من الجامعات الناشئة مثل جامعة الطائف وجامعة طيبة وجامعة نجران وجامعة سلمان بن عبدالعزيز وجامعة تبوك فقد فضلت أن تدخل مع الهيئة في مشروع التقويم التطويري وذلك لكي تتمكن من بناء أنظمة الجودة الداخلية لديها بصورة منهجية عالية بمساعدة الهيئة، خاصة وأن غالبية هذه الجامعات لديها فروع وضمت لها عديداً من الكليات التي كانت تحت إشراف وزارة التربية أو وزارة الصحة ولذلك كانت هنالك حاجة لدى هذه الجامعات للتعامل بجهد كبير لبناء أنظمة الجودة الداخلية لديها وفق منهجية متأنية. الفرق بين اعتمادين * ما الفرق بين الاعتماد الأكاديمي السعودي والاعتماد الأكاديمي الأجنبي؟ وما هي معايير كل اعتماد؟ - في تقديري أن كل نظام لضمان الجودة له خصائصه التي تنطلق من طبيعة السياسة التعليمية في البلد ووجود هيئات مهنية وأجهزة متعددة تتعاون فيما بينها لضمان جودة مخرجات مؤسساته التعليمية، وحيث إن الهيئة حالياً تقوم بالاعتماد المؤسسي والبرامجي معاً لجميع مؤسسات التعليم فوق الثانوي، لذلك هناك بعض الخصائص التي يتميز بها نظام ضمان الجودة والاعتماد الأكاديمي لدى الهيئة وخاصة على المستوى المؤسسي، ومنها أن النظام شمولي وفيه كثير من التفاصيل التي أخذت بعين الاعتبار كون ثقافة ضمان الجودة والاعتماد الأكاديمي ثقافة جديدة على كثير من مؤسساتنا التعليمية. وهذا ما جعل المعايير والمعايير الفرعية والممارسات الجيدة تحت المعايير الفرعية كثيرة نسبيا مقارنة بالهيئات العالمية، وقد يتغير الوضع مستقبلا حينما تحقق الجامعات والبرامج كثيراً من هذه الممارسات الجيدة، بحيث تصبح هذه الممارسات جزءاً أساسياً من الممارسات اليومية في عملها. جودة المخرجات * هل يتم عمل لقاءات مع طلبة متخرجين يدخل ضمن التقييم؟ - نعم نحن نتأكد من جودة المخرجات من خلال لقاء فرق المراجعين مع الطلبة المتخرجين وأرباب العمل الذين توظفوا عندهم، وهو مافعلته الهيئة مع الجامعات والكليات التي حصلت على الاعتماد، حيث أفاد أرباب العمل أن خريجي طلاب هذه الجامعات أكفاء ويمكن الاعتماد عليهم، لذلك حازوا على الاعتماد الوطني، ونحن في الهيئة نقوم بعمل تقييم دوري على الجامعات للتأكد من جودة المخرجات وملاءمتها لسوق العمل. جامعات غير متأهلة * هل فشلت بعض الجامعات السعودية في اجتياز دورات الحصول على الاعتماد الأكاديمي السعودي؟ وكم عددها؟ وما أسباب عدم اجتيازها؟ - هنالك ثلاث مؤسسات لم تستطع التأهل للاعتماد على الرغم من تخريجيها لطلاب وتقدمها للتأهل للاعتماد من الهيئة، وهي مؤسسات أهلية وقد أعطيت الفرصة للتأهل خلال فترة محددة، وتأمل الهيئة أن تكون هذه الفرصة مناسبة لهذه المؤسسات لكي تحقق متطلبات التأهل للاعتماد خاصة وأن نظام المنح الداخلية من وزارة التعليم العالي للطلبة مربوط بحصول هذه المؤسسات على الاعتماد المؤسسي والبرامجي من الهيئة الوطنية. وفي حال فشل الجامعات في تجاوز الاعتماد الأكاديمي فإنه يتم الرفع بأسماء الجامعات والمؤسسات التعليمية للجهات المعنية بالتعليم العالي للنظر في وضعها والضغط عليها لمزيد من الاهتمام بأنظمة الجودة حتى تحصل على الاعتماد الأكاديمي الوطني. * هل يحق للجامعة طلب الحصول على الاعتماد الأكاديمي السعودي بعد عدم قدرتها على الحصول عليه في المرة الأولى؟ - نعم، وعادة ما تعطى المؤسسة فترة تمتد من 12-18 شهراً للتأهل للاعتماد مرة أخرى. عقبة الغياب * ما هي أكبر العقبات التي تواجهكم عند إجراء الدورات التأهيلية للجامعات السعودية؟ وكيف تحاولون حلها؟ - الهيئة تقدم برامج تدريبية تصل إلى أكثر من خمسين برنامجاً في العام يتم فيها تدريب أعضاء هيئة التدريس على متطلبات الاعتماد وضمان الجودة. وقد دربت الهيئة في الخمس سنوات الماضية أكثر من 7500 متدرب من أعضاء هيئة التدريس والعاملين في مؤسسات التعليم فوق الثانوي. ولعل من أهم العقبات التي تواجه الهيئة في عملها فيما يخص قضايا الجودة عدم حرص بعض الجهات على إرسال المتدربين المستهدفين كما تحددهم الهيئة، حيث يحضر أحيانا لبعض الدورات المتقدمة أشخاص لم يحصلوا على التدريب الأساسي الضروري للاستفادة من الدورات المتقدمة، كذلك غياب بعضهم عن الورش التدريبية بعد أن تكون الهيئة قد حجزت لهم مقعداً في الورشة. لذلك تقوم الهيئة ببرنامج التقويم التطويري للجامعات التي ترغب في الاستفادة من الهيئة في بناء نظام الجودة الداخلي لديها وتهيئة وحداتها للتأهل للاعتماد. وهذا البرنامج كما سبقت الإشارة إليه يمر بنفس الخطوات التي يمر بها الاعتماد الفعلي حيث تتعاون الجامعة وبرامجها المشاركة في خلال فترة تمتد من 18-24 شهراً في بناء نظام جودة داخلي وفق معايير الاعتماد المؤسسي والبرامجي، ويتم إحضار مراجعين عالميين لتقويم الجامعة وعدد من برامجها وتحصل الجامعة وبرامجها على توصيات واقتراحات المراجعين العالميين التي إن نفذتها المؤسسة التعليمية تكون فرصتها في التأهل للاعتماد الفعلي أكبر. لذلك فقد استفادت من هذا البرنامج 11 جامعة وكلية أهلية واحدة حتى الآن. جامعات تحت التأهيل * ماهي الجامعات التي في طور أخذ الاعتمادات في الفترة المقبلة؟ وهل تقدمت جامعات من خارج المملكة للحصول على الاعتماد السعودي؟ - هنالك عدد من الجامعات والبرامج في الجامعات السعودية تتأهب للمراجعة الخارجية، ومن هذه الجامعات جامعة القصيم وجامعة الملك فيصل بالإضافة إلى أكثر من عشرين برنامجاً أكاديمياً، أما على مستوى الجامعات من خارج المملكة فلدينا حالياً جامعة الخليج وهي في المراحل الأخيرة من مراحل التأهب للمراجعة الخارجية. * ما هي أهدافكم وخططكم المستقبلية؟ - أهداف الهيئة كثيرة جداً ولعل من أهمها أن تحصل جميع جامعاتنا وبرامجها التعليمية على الاعتماد الأكاديمي خلال السنوات القليلة القادمة، وأن تصبح ثقافة ضمان الجودة والمعايير ثقافة راسخة في مؤسساتنا التعليمية وبرامجها، كذلك من أهداف الهيئة أن تصبح الجامعات الوطنية قادرة على بناء قدراتها التدريسية والبحثية والخدمية بصورة تتجاوز الممارسات الجيدة التي وضعتها الهيئة كحد أدنى لضمان الجودة. الاعتماد الأكاديمي السعودي للجامعات