يدفع «سن اليأس المبكر» بعض السعوديات إلى إجراء عمليات «الإخصاب الخارجي» باستخدام بويضات سيدة أخرى، في الخارج، حيث تصاب 1% من النساء ب«سن اليأس المبكر»، ويفقدن بالتالي القدرة على الإنجاب، نتيجة لنفاد مخزون البويضات، قبل بلوغ سن الأربعين، وحيث إن بعضهن يكن متزوجات حديثا، أو لم ينجبن سوى طفل واحد، تشكل معرفتهن بذلك صدمة عنيفة، يصعب تقبلها، فتسافر بعضهن خارج المملكة، من أجل إجراء عملية «الإخصاب الخارجي»، مستعينات ببويضات سيدة أخرى، ربما تكون أختها أو والدتها، أو أي سيدة أخرى، لحدوث الحمل. في العشرينيات د. عادل ندا ويقول استشاري النساء والولادة بمركز الدكتور سمير عباس الطبي لعلاج العقم الدكتور عادل ندا «يحظر في المملكة إجراء عمليات الإخصاب المساعد بالاستعانة ببويضات أو حيوانات منوية لاتعود إلى الزوجين، ما يدفع بعض السعوديات لإجرائها في الخارج، وشخصيا عرفت حالة سيدتين حاملين، أجرتا عمليتي إخصاب مساعد خارج المملكة من خلال الاستعانة ببويضات سيدة أخرى، مبينا أن إحداهن استخدمت بويضات أختها»، ويرجع الدكتور ندا أسباب بلوغ سن اليأس مبكر، والذي قد يحدث في العشرينات في بعض الحالات لأسباب وراثية، الإصابة بمتلازمة ترنر، أو بمرض النكاف، استئصال جزء من المبيض بسبب استئصال كيس مثلا، العلاج الكيميائي للأورام السرطانية، التدخين، المواد الكيميائية عموما كتلك المستخدمة في المبيدات الحشرية، لافتا إلى وجود فحوصات مخبرية توضح مخزون البويضات عند المرأة، وبالتالي يتوقع إذا كانت تقترب من سن اليأس، وعن أحدث الأبحاث في هذا المجال، يقول ندا «توجد محاولات الآن لاستخدام الخلايا الجذعية لتنشيط المبيض الذي توقف عن العمل ولكنها مازالت تجارب لم تظهر لها نتائج واضحة». التدرج في الإبلاغ ويوضح استشاري النساء والولادة وعلاج العقم في مركز سمير عباس الطبي، الدكتور أحمد عياد أن إبلاغ السيدة الشابة أو أهلها إذا لم تكن تزوجت بعد أنها لن تكون قادرة على الإنجاب يشكل صدمة كبيرة، وبعض السيدات تكتشف ذلك بعد زواجها بفترة قصيرة وقبل إنجابها، منوها بأنه يعتمد أسلوب التدرج في إبلاغ النتيجة، مضيفا «يوجد نوعان من سن اليأس المبكر نوع أولي حيث إن الفتاة لاتأتيها الدورة مطلقا وتجرى لها فحوصات عديدة فحص كرومسومي وبالرنين المغناطيسي وفحص المبيض وأخذ عينة عن طريق منظار البطن» والنوع الآخر من سأن اليأس يكون بعد سنوات من نزول الدورة الشهرية حيث تشتكي السيدة من انقطاعها وتجرى لها فحوص عديدة، وبحسب النتائج تعطى علاجات تعويضية وتبلغ أن الأمل الوحيد لها للإنجاب هو عن طريق عمليات أطفال الأنابيب ونسبة نجاح العملية ضعيفة جدا لاتتجاوز ال2 أو 3% فمن بين عشر سيدات يجرين العملية ويعانين من ذات الحالة قد يحدث الحمل لدى سيدة واحدة فقط. محرم شرعاً بينما يوضح أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة الملك فيصل بالأحساء، الدكتور سليمان القرعاوي، سماعه عن إجراء بعض السيدات السعوديات، لهذا النوع من العمليات في الخارج، لافتا إلى حرمتها من الناحية الشرعية، منوها بأن الأمر درس باستفاضة في «مجمع الفقهاء»، الذين توصلوا إلى جواز إجراء «الإخصاب المساعد»، فقط في حال عودة النطفة إلى الزوج، والبويضات إلى الزوجة، ويجرى الإخصاب خارجيا، ثم يعاد الجنين إلى رحم الزوجة ذاتها، أما «استئجار الرحم» فهو محرم، وكذلك الحال في عمليات أطفال الأنابيب، فإذا كان أي من البويضات أو الحيوانات المنوية لايعود إلى أحد الزوجين، يحرم لما في ذلك من إشكال واختلاط في النسب.