تأجل، أمس الأول، موعد اللقاء الذي كان من المقرر عقده يوم السبت المقبل، مع وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، الذي كان ينتظره العاطلون من حملة الدرجات العلمية العليا ماجستير ودكتوراة في مختلف التخصصات من خريجي الداخل والخارج. ووصف عدد من العاطلين، في لقاءات مع «الشرق»، اللقاء بالأمل الأخير لهم بعد أن تقطعت بهم سبل الوصول إلى مقاعدهم الأكاديمية في الجامعات السعودية نظراً لتفضيل الجامعات، على حد تعبيرهم، الكوادر الوافدة على الوطنية، رغم توفر الشواغر. وكان المتحدث الرسمي باسم الوزارة أبلغ أمس بانشغال الوزير بسفر خارج المملكة، ومن ثم تأجل الموعد إلى أجل غير مسمى. وفي حال انعقاده، سيبحث اللقاء عدداً من المحاور والملفات، من أهمها الضوابط التي تطبق بحق السعوديين دون الوافدين، وآليات الإعلان والمقابلة والشروط التي من أهمها اختلاف التخصص والتقدير في درجة البكالوريوس. وأكد ل»الشرق» منسق اللقاء نافع الشيباني، وهو أحد العاطلين عن العمل من حملة شهادة الماجستير في الأمن العالمي، أن من أهم المحاور التي سيتناولها اللقاء، تطبيق القرار الملكي رقم 74 القاضي بإحلال السعودي مكان الأجنبي، وتنفيذ القرار الملكي رقم 175 القاضي بتأهيل السعودي ليحل محل الأجنبي وإعادة تأهيله إن لم يكن مؤهلاً، رغم أن أغلب العاطلين من حملة الشهادات العليا هم مؤهلون من جامعات دولية عريقة في أوروبا وأمريكا، ما عدّه مخالفة للقرارات السامية بهذا الصدد. وقال الشيباني إن اللقاء سيتطرق إلى مناقشة التعسف في وضع الشروط داخل الجامعات السعودية. وقال لدينا ملف يضم أسماء أكثر من خمسة آلاف شخص يخالفون الأنظمة في التعيين والشروط التي وضعتها الجامعات من خلال ما وصفه بالمحسوبيات في العلاقات العائلية للدرجة الأولي، منهم ست بنات لأحد مديري الجامعات السعودية يعملن معيدات في الجامعة نفسها التي يتولى والدهن إدارتها. وقال إن لدى مدير جامعة آخر أربعة أبناء منهم بنتان تعملان معيدتين في الجامعة التي كان والدهما مديراً لها سابقاً. وأشار، من ناحية أخرى، إلى عدم مطابقة وظائف بعض أعضاء هيئات التدريس في الجامعات لتخصصاتهم العلمية. وقال لدينا أوراق تؤكد أن هناك من يحملون تخصص خياطة ونسيج، لكنهم يدرسون علم النفس، وهناك متخصصون في الآثار يدرسون إدارة الأعمال، فضلاً عن السماح للأجانب بالتدريس دون تطبيق المعايير الحقيقية لاختيار المدرس الأجنبي النموذجي، وهو عكس ما يهدف إليه من تطبيق القرار باختيار الأفضل، مؤكداً أن لديهم ما يؤكد وجود ذلك في عدد من الجامعات ومنها الجامعات الناشئة في الجوف ونجران وجيزان وتبوك والطائف وغيرها. وقال لدينا قوائم تضم 3500 عاطل من خريجي التعليم العالي مسجلين في وزارة الخدمة المدنية ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد الى ثلاثة أضعاف، حيث سيتخرج من الجامعات الخارجية هذا العام، ضمن برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارج، ما يقارب ستة آلاف طالب وطالبة من جامعات أوروبا وأمريكا، وهو ما سيضاف إلى قائمة العاطلين من الدراسات العليا، الذي من الممكن أن يصل إلى تسعة آلاف عاطل. وأضاف أن من الإشكاليات التي تواجهنا في التنسيق للقاء الوزير، أن عديداً من العاطلين في مختلف المناطق يطلبون حضور اللقاء لكن وزارة التعليم العالي مع الأسف تطلب أن لا يزيد عدد الحاضرين للقاء عن خمسة أشخاص. وأكد على التزام العاطلين عن العمل بالثوابت والقيم السعودية التي ترفض التجمهر والاعتصامات، التي تحاول بعض الجهات من خارج المملكة التشجيع عليها، مؤكداً أن الموت جوعاً أفضل من التعاون مع تلك الجهات ضد بلدنا، التي نفخر بالانتماء إليها. وطلب من وزيري التعليم العالي والخدمة المدنية إيجاد حل عادل لتلك القضية.