لم تهدأ جبهة باب التبّانة – جبل محسن، في طرابلس شمال لبنان، منذ الكشف عن الكمين الذي وقع فيه مسلحون لبنانيون كانوا متجهين للقتال في سوريا. الاحتقان بدأ جمراً تحت الرماد، لكنه لم يلبث أن تحول إلى اشتباكات متقطعة بلغت ذروتها مساء أمس. وسقط نتيجة الاشتباكات وأعمال القنص قتيل وهو عبدالقادر نصوح، فيما جُرِحَ خمسة آخرون هم: محمد درنيقة وعمر رفاعي وعدنان الأحمد وبسام خزعل وعلي صبحة. الاشتباكات بدأها مسلحون من باب التبانة (سنة) رداً على ما وصفوها ب»استفزازات سكان الجبل (علويون) الذين صاروا يرسلون صور شهداء كمين تلكلخ عبر الهواتف مرفقة بعبارات الشماتة. لم يتحمل أهل التبانة الاستفزازات فبادروا بإطلاق النار، واستبقوا ذلك بالاعتداء على تجار من جبل محسن يملكون محالاً تجارية في سوق القمح الموجود في التبانة، لم يكتفوا بذلك، بل أحرقوا متاجر بعضهم وطردوهم. هكذا، بدأ يوم أمس بتوترٍ انسحب ترقباً حذراً طوال ساعات النهار، إلى أن بدأت قنابل «إنيرجا» ورصاصات القنص تشتد مع ساعات المغرب الأولى، وعند الخامسة مساءً، أُرسلت صورة أول قتيل يسقط، كان عبدالقادر نصوح، لكن اختلفت الآراء بين قائلٍ إنه كان يشارك في الاشتباكات وآخر يؤكد أنه كان عائداً إلى منزله. وفي هذا السياق، علمت «الشرق» أن الشيخين سالم الرافعي وحسام الصبّاغ كانا يعملان على خط التهدئة، وأشارت المصادر إلى أنه لا قرار بتأزيم الأمور، وأن الأزمة ستنتهي خلال الساعات المقبلة. وكانت معلومات تم تداولها تفيد بوجود مساعٍ للقيام بعمليات خطف تستهدف علويين في جبل محسن، لكن الشيخ الرافعي عمل على سحب الفتيل المتفجّر، مؤكداً أنه لا علاقة لأهالي الجبل بمصير ال25 شاباً اللبنانيين الذين قُتِلَ عددٌ منهم أثناء توجههم للقتال في سوريا، فيما لايزال مصير الباقين مجهولاً.